مخلوقاته كما يشاء (ذو الجلال والإكرام كالجليل) قال الآمدي هو قريب من معنى الجليل (المقسط العادل) من أقسط أي عدل وقسط أي جار (الجامع أي للخصوم يوم القضاء الغني لا يفتقر إلى شئ المغني المحسن لا حوال الخلق المانع لما يشاء من المنافع الضار النافع منه الضرر والنفع النور) الظاهر بنفسه المظهر لغيره بالوجود من العدم (الهادي يخلق الهدى) في قلوب المؤمنين (البديع أي المبدع) فإنه الذي فطر الخلائق بلا احتذاء مثال وقيل بديع في نفسه لا مثل له (الباقي لا آخر له الوارث الباقي بعد فناء الخلق الرشيد العدل وقيل المرشد) إلى سبيل الخيرات (الصبور الحليم وقد مر فهذه هي الأسماء الحسنى) الواردة في الرواية المشهورة (نسأل الله ببركتها أن يفتح علينا أبواب الخير ويغفر لنا) ذنوبنا (ويرحمنا) بمنه وكرمه (إنه هو الغفور الرحيم)
الجواد الكريم ثم إن المصنف تابع الآمدي في تفسير هذه الأسماء على وجه الاختصار تقريبا لفهمها على طلابها فتبعناهما فيه ومن أراد الاستقصاء في ذلك فعليه بالرسائل المؤلفة في تفسيراتها واشتقاقاتها وما ذكر فيها من المعاني المختلفة والأقوال المتفاوتة (الموقف السادس في السمعيات) أي في الأمور التي
يتوقف عليها السمع كالنبوة أو تتوقف هي على السمع كالمعاد وأسباب السعادة والشقاوة من الإيمان والطاعة والكفر والمعصية (وفيه مراصد) أربعة ثلاثة منها في الأمور التي ذكرناها وواحدا منها في الإمامة وليست من العقائد الأصلية كما مر وسيأتي أيضا (المرصد الأول في النبوات وفيه مقاصد تسعة المقصد الأول في معنى النبي) وهو لفظ منقول في العرف عن مسماه اللغوي) إلى معنى عرفي أما المعني اللغوي (فقيل هو المنبئ) واشقاقه (من النبأ) فهو حينئذ مهموز لكنه يخفف ويدغم وهذا المعنى حاصل
____________________
والثبوتية كما قيل في تفسيرها لم يكن لقول الشارح وقيل الخ فائدة فتأمل (قوله قال الآمدي هو قريب من معنى الجليل) قبل التفاوت باعتبار المعنى اللغوي فإن الجليل هو المتصف بالجلال وذو الجلال وهو صاحب الجلال فالتفاوت والقرب غير مخفي (قوله يتوقف عليها السمع) أي توقفا قريبا فيخرج مباحث الإلهيات (قوله أو تتوقف هي على السمع) أي بالاتفاق فيخرج مثل السمع والبصر والكلام فإنها عقلية عند البعض (قوله فهو عند أهل الحق من قال الله تعالى الخ) قال الأبهري النبوة عبارة عن هذا القول مع كونه متعلقا بالمخاطب ولما كان التعلق والمتعلق به غير قديم لا يلزم قدم النبوة وإن كان قول الله تعالى قديما لأنها ليست عبارة عن مجرد ذلك القول بل عنه وعن تعلقه بالمتعلق الحادث وأنت خبير بأن تفسير النبي بما ذكر ينبغي أن يبنى على حدوث الألفاظ إذ