شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٣٢٢
قد مر مرارا (المرصد الثالث في الأسماء) الشرعية المستعملة في أصول الدين كالإيمان والكفر والمؤمن والكافر والمعتزلة يسمونها أسماء دينية لا شرعية تفرقه بينها وبين الألفاظ المستعملة في الأفعال الفرعية (والأحكام) من أن الإيمان هل يزيد وينقص أو لا ومن أنه هل يثبت بين المؤمن والكافر واسطة أو لا (وفيه مقاصد (المقصد الأول) في حقيقة الإيمان اعلم أن الإيمان في اللغة) هو (التصديق) مطلقا (قال تعالى حكاية عن أخوة يوسف وما أنت بمؤمن لنا أي بمصدق) فيما حدثناك به (وقال عليه الصلاة والسلام الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله أي تصدق) ويقال فلان يؤمن بكذا أي يصدقه ويعترف به (وأما في الشرع وهو متعلق ما ذكرنا من الأحكام) يعني الثواب على التفاصيل المذكورة (فهو عندنا) يعني أتباع الشيخ أبي الحسن (وعليه أكثر الأئمة
____________________
الاعتبار معنى الاذعان والقبول كذا في شرح المقاصد (قوله وقال صلى الله عليه وسلم الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته الحديث) الإيمان الشرعي أن تصدق جزما بوجود الله تعالى وبالأمور الأربعة واليوم الآخر هو القيامة وصف به لتأخره عن أيام الدنيا والمراد بالإيمان به التصديق بما فيه من البعث والحساب وغيرهما من الأمور التي أخبر عنها الشارع وههنا بحثان الأول إن الإيمان لو كان عبارة عن التصديق بما ذكر لزم أن لا يكون آدم عليه السلام مؤمنا لأنه لم يؤمن بالرسل لعدمهم قبله في زمانه وجوابه بعد تسليم إن التصديق بالرسل داخل في إيمانه أيضا إن نفسه كان رسولا وآمن بأنه رسول ولا يلزم اتحاد المؤمن به لأن المؤمن نفسه والمؤمن به كونه رسولا من عند الله تعالى إنه كان مؤمنا بأن الله تعالى سيوجد من ظهره رسلا الثاني إن الرسول أخص من النبي كما مر في أول الكتاب فليس في الحديث ما يدل على وجوب الإيمان بالأنبياء مع وجوبه وجوابه إن المراد بالرسول ههنا القدر المشترك بين الرسول والنبي وهذا المرسل من عند الله تعالى لدعوة عباده سواء كان صاحب شريعة أم لا وقد يجاب بأن الأنبياء تبع الرسل فالإيمان بهم إيمان بالأنبياء (قوله فيما علم مجيئه به ضرورة) أي فيما اشتهر كونه من الدين بحيث يعلمه العامة بلا دليل كوحدة الصانع ووجوب الصلاة وحرمة الخمر حتى لو لم يصدق بوجوب الصلاة مثلا عند السؤال عنها كان كافرا عند الجمهور (قوله وقيل هو المعرفة) قيل في الفرق بين المعرفة والتصديق إن التصديق عبارة عن ربط القلب على ما علم من إخبار المخبر وهو أمر كسبي ثبت باختيار المصدق ولهذا يؤمر به ويثاب عليه بل يجعل رأس العبادات بخلاف المعرفة فانهار بما يحصل بلا كسب كمن وقع بصره على جسم فحصل له معرفة إنه جدار أو حجر والإيمان الشرعي يجب أن يكون من الأول فإن النبي عليه السلام إذا ادعى النبوة وأظهر المعجزة فوقع صدقه في قلب أحد ضرورة من غير أن ينسب إليه اختيار لا يقال له في اللغة إنه صدقه فلا يكون إيمانا شرعيا كذا في شرح المقاصد وفيه بحث فإن من حصل له تصديق بلا اختيار إذا التزم العمل بموجبه يكون إيمانا اتفاقا ولو صدق النبي عليه السلام بالنظري معجزاته اختيارا ولم يلتزم عملا بموجب له بل عانده فهو كافر اتفاقا فعلم إن المعتبر في الإيمان الشرعي هو اختيار في التزام موجب لا
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344