____________________
الاعتبار معنى الاذعان والقبول كذا في شرح المقاصد (قوله وقال صلى الله عليه وسلم الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته الحديث) الإيمان الشرعي أن تصدق جزما بوجود الله تعالى وبالأمور الأربعة واليوم الآخر هو القيامة وصف به لتأخره عن أيام الدنيا والمراد بالإيمان به التصديق بما فيه من البعث والحساب وغيرهما من الأمور التي أخبر عنها الشارع وههنا بحثان الأول إن الإيمان لو كان عبارة عن التصديق بما ذكر لزم أن لا يكون آدم عليه السلام مؤمنا لأنه لم يؤمن بالرسل لعدمهم قبله في زمانه وجوابه بعد تسليم إن التصديق بالرسل داخل في إيمانه أيضا إن نفسه كان رسولا وآمن بأنه رسول ولا يلزم اتحاد المؤمن به لأن المؤمن نفسه والمؤمن به كونه رسولا من عند الله تعالى إنه كان مؤمنا بأن الله تعالى سيوجد من ظهره رسلا الثاني إن الرسول أخص من النبي كما مر في أول الكتاب فليس في الحديث ما يدل على وجوب الإيمان بالأنبياء مع وجوبه وجوابه إن المراد بالرسول ههنا القدر المشترك بين الرسول والنبي وهذا المرسل من عند الله تعالى لدعوة عباده سواء كان صاحب شريعة أم لا وقد يجاب بأن الأنبياء تبع الرسل فالإيمان بهم إيمان بالأنبياء (قوله فيما علم مجيئه به ضرورة) أي فيما اشتهر كونه من الدين بحيث يعلمه العامة بلا دليل كوحدة الصانع ووجوب الصلاة وحرمة الخمر حتى لو لم يصدق بوجوب الصلاة مثلا عند السؤال عنها كان كافرا عند الجمهور (قوله وقيل هو المعرفة) قيل في الفرق بين المعرفة والتصديق إن التصديق عبارة عن ربط القلب على ما علم من إخبار المخبر وهو أمر كسبي ثبت باختيار المصدق ولهذا يؤمر به ويثاب عليه بل يجعل رأس العبادات بخلاف المعرفة فانهار بما يحصل بلا كسب كمن وقع بصره على جسم فحصل له معرفة إنه جدار أو حجر والإيمان الشرعي يجب أن يكون من الأول فإن النبي عليه السلام إذا ادعى النبوة وأظهر المعجزة فوقع صدقه في قلب أحد ضرورة من غير أن ينسب إليه اختيار لا يقال له في اللغة إنه صدقه فلا يكون إيمانا شرعيا كذا في شرح المقاصد وفيه بحث فإن من حصل له تصديق بلا اختيار إذا التزم العمل بموجبه يكون إيمانا اتفاقا ولو صدق النبي عليه السلام بالنظري معجزاته اختيارا ولم يلتزم عملا بموجب له بل عانده فهو كافر اتفاقا فعلم إن المعتبر في الإيمان الشرعي هو اختيار في التزام موجب لا