من باب المجاز العقلي * (السادس الملائكة رسل الله إلى الأنبياء والرسول أقرب إلى المرسل من المرسل إليه كالنبي عليه
الصلاة والسلام بالنسبة إلى أمته فتكون) الملائكة (أفضل الجواب) إن كان ما ذكرتم قاعدة كلية (فيجب أن يكون واحد من أحاد الناس إذا أرسله ملك إلى ملك أفضل من الملك المرسل إليه) وهو باطل قطعا * (السابع اطراد تقديم ذكر الملائكة على ذكر الأنبياء والمفضول لا يقدم على سبيل الاطراد * الجواب إن ذلك) التقديم المطرد إنما هو (بحسب ترتيب الوجود) فإن الملائكة مقدمون في الوجود فجعل الوجود اللفظي مطابقا للوجود الحقيقي (أو) بحسب ترتيب (الإيمان فإن وجود الملائكة أخفى فالإيمان به أقوى) فيكون تقديم ذكرهم أولى (المقصد التاسع في كرامات الأولياء) وإنها جائزة عندنا) خلافا لمن
منع جواز الخوارق (واقعة حلافا للأستاذ أبي إسحاق والحليمي منا وغير أبي الحسين من
المعتزلة) قال الإمام الرازي في الأربعين
المعتزلة ينكرون كرامات الأولياء ووافقهم الأستاذ أبو إسحاق منا وأكثر أصحابنا يثبتونها وبه قال أبو الحسين البصري من
المعتزلة (لنا أما جوازها فظاهر على أصولنا) وهي أن وجود الممكنات مستند إلى قدرته الشاملة لجميعها فلا يمتنع شئ منها على قدرته ولا يجب غرض في أفعاله ولا شك أن الكرامة أمر ممكن إذ أوليس يلزم من فرض وقوعها محال لذاته (وأما وقوعها فلقصة مريم) رضي الله عنها حيث حملت بلا ذكر ووجد
الرزق عندها بلا سبب وتساقط عليها الرطب من النخلة اليابسة وجعل هذه الأمور معجزات لزكريا أو ارهاصا لعيسى مما لا يقدم
____________________
الأول بأنه لا قائل بالفضل بين عيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء عليهم السلام وفيه ما فيه (قوله قال الإمام الرازي في الأربعين الخ) الظاهر من قوله ينكرون كرامات الأولياء أنهم ينكرون جوازها ففائدة النقل على هذا ظاهر ولك أن تجعل فائدة بيان إن الخلاف المذكور في المتن قيد الوقوع لا الجواز (قوله مما لا يقدم عليه المنصف) أما على الأول فلأن المعجزة يجب أن تكون مقرونة بالتحدي وظاهرة للقوم حاصلة بحضورهم وحضور الرسول ليمكن الاستدلال بها وما ذكر من الأمور ليست كذلك كيف ولو كانت هذه الأمور معجزة لزكريا عليه السلام لعلمت كيفية حدوثها والتالي منتف لقوله تعالى كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا وأما على الثاني فلأنه لو كان ارهاصا لعيسى عليه السلام لما علمت مريم من أين حصل ذلك على أنه لا معنى للكرامة إلا ظهور الخارق على يد العارف بالله تعالى وصفاته مقرونا بعمل الطاعات غير مقرون بدعوى النبوة وههنا كذلك ثم إن هذه الحوادث ذكرت تعظيما لحال