شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٣٣٠
والعمل جميعا (بقوله عليه السلام الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق * الجواب إن المراد شعب الإيمان قطعا لا نفس الإيمان فإن إماطة الأذى عن الطريق أوليس داخلا في أصل الإيمان حتى يكون فاقد وغير مؤمن بالإجماع) فلا بد في الحديث من تقدير مضاف والمصنف لم بورد دليل القائلين بأن الإيمان هو المعرفة أو التصديق مع الاقرار (المقصد الثاني) في أن الإيمان هل يزيد وينقص أثبته طائفة ونفاه آخرون قال الإمام الرازي وكثير من المتكلمين هو) بحث لفظي لأنه (فرع تفسير الإيمان فإن قلنا هو التصديق فلا يقبلهما لأن الواجب هو اليقين وأنه لا يقبل التفاوت) لا بحسب ذاته (لأن التفاوت إنما هو لاحتمال النقيض وهو) أي احتمال (ولو بأبعد وجه ينافي اليقين) فلا يجامعه ولا بحسب متعلقة لأنه جميع ما علم بالضرورة مجئ الرسول به والجميع من حيث هو جميع لا يتصور فيه تعدد وإلا لم يكن جميعا (وإن قلنا هو الأعمال) أما وحدها أو مع التصديق (فيقبلهما وهو ظاهر
____________________
من الصلاة والحج وأمثالهما مع أن الأمر بالعكس وأما ما قيل في الجواب من أن أفضليته من حيث إنه سبب لعصمة الأنفس والدماء والأموال لا مطلقا وفيه بحث لأن الصلاة والحج الشرعيين أيضا كذلك وقد يقال أفضليته من حيث إنه أساس الكل وما لم يوجد يعتبر شيئا منها ففيه حيثيتان ليستا في غيره من الأعمال وهو التقدم والتوقف عليه (قوله الإيمان بضع وسبعون) أي الإيمان الكامل الذي في أعلا مراتبه وهو المشتمل على أصوله وفروعه الإسلامية وفرضها وواجبها ومندوبها والبضع في العدد بكسر الباء وبعض العرب يفتحها وهو ما بين الثلاث إلى التسع وهذا الحديث حجة على الجوهري حيث زعم أنه يقال بضع سنين وبضعة عشر رجلا وبضع عشرة امرأة فإذا جاوز لفظة العشرة ذهب البضع فلا يقال بضع وعشرون قيل المراد بالعدد المذكور مجرد الكثرة لا الحصر لأن خصائل الإيمان أكثر منه ويدور في خلدي والله أعلم إن المراد المبالغة في الكثرة لأن سبعين يستعمل للكثرة كثيرا قال الله تعالى في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فلما زاد على ما يستعمل في الكثرة بعد ذكره آل المعنى إلى أنه أكثر من الكثير وذهب بعض العلماء إلى أن المراد سبع وسبعون وقد جاء في رواية الإيمان سبع وسبعون ونص الراغب الأصفهاني في الذريعة على أن الفروع الكلية اثنان وسبعون واستخرج ذلك عن وجه لطيف فمن أراد الاطلاع عليه فلينظر فيه (قوله أوليس داخلا في أصل الإيمان الخ) قال السلف كون الأعمال شعبة من الإيمان لا ينافي كونها جزءا منه ولا يدل على استلزام انتفائها انتفاؤه لجواز أن يكون أجزاء غير أصلية له نظير هذا أنه لو قرأ سورة بتمامها كان كلها فرضا وإذا ترك بعضها لم يكن تارك فرض (قوله وإن قلنا هو الأعمال فيقبلهما وهو ظاهر) أما إذا أريد به مطلق الطاعات فرضا كان أو نفلا تركا أو فعلا كما ذهب إليه البعض فازدياده وانتقاصه بحسب المواظبة عليها وتركها ظاهر وأما إذا أريد بها ما هو المفروض منها كما ذهب
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344