____________________
الجسم الأول ويورد فيه الروح وهو قول كثير من المسلمين وأكثر النصارى إلى ههنا كلامه فتأمل (قوله لأن القائل يجب بقاؤه مع حصول المقبول) ليكون متصفا به يرد عليه إنا لا نسلم الوجوب فإنه أوليس معنى قبول الشئ للفناء والفساد إن ذلك الشئ يبقى متحققا ويحل فيه الفناء والفساد على قياس قبول الجسم للأعراض الحالة فيه بل معناه ذلك الشئ ينعدم في الخارج بطريان الفساد والفناء نعم يجوز الاجتماع في الذهن بمعنى أنه يجوز أن يحصل الشئ في الذهن ويتصور العدم الخارجي قائما به لكن لا يلزم منه اجتماعا المتنافيين (قوله بخلاف ما نحن فيه) تحقيق الفرق على ما حرر بعض الأذكياء إن كون الشئ محلا لاستعداد وجود ما هو مباين القوام أو لاستعداد عدمه غير معقول بل الشئ إنما يكون محلا لاستعداد وجود ما هو متعلق القوام به أي مستعد الوجود له ومحلا لاستعداد فنائه أي مستعدا لعدمه عنه فالنفس الناطقة وإن كانت مجردة في ذاتها لكنها متعلقة بالبدن تعلق التدبير والتصرف لاستحصال كمالاتها بواسطته فيكون البدن محلا لاستعداد تعلقها به وتصرفها فيه ولما توقف تعلقها به على وجودها في نفسها كان هذا الاستعداد منسوبا أولا وبالذات إلى تعلقها وثانيا وبالعرض إلى وجودها في نفسها فهذا الاستعداد كاف لفيضان الوجود عليها متعلقة به ولا حاجة في ذلك إلى استعداد منسوب أولا وبالذات إلى وجودها في نفسها ليمتنع قيامه بالبدن لأنها من حيث وجودها في نفسها مباينة له والشئ لا يكون مستعد لما هو مباين له وكما جاز أن يكون البدن محلا لاستعداد تعلقها به كذلك يجوز أن يكون محلا