____________________
يتعلق وإن رفع بالابتداء على أن يكون بتأويل القصد فخبر الوقوع قوله لأجل القصد (قوله فلان النائم قد يفعل باختياره) هذا على رأي من لا يجعل النوم ضدا للقدرة لكن فيه بحث وهو أنه قد ذكر الآن إن القصد لا يتصور بدون العلم ولا شك أن النوم مضاد للعلم فكيف يجعل فعله اختياريا (قوله ولا شعور له بها) فإن قلت الشعور بالشئ لا يستلزم الشعور بالشعور فضلا عن دوامه أجيب بأنه وإن كان غير مستلزم له إلا أنه يحصل بمجرد الالتفات عند حصول الشعور بالشئ ولذا قيل إنه علم ضروري يتبع النظري والمحرك لإصبعه يتأمل في تفاصيل أجزائه عند الحركة ولا يشعر به فلا يكون له شعور بالتفاصيل ولا بحركة الأجزاء وبه لو تم يندفع الاعتراض في صورة النوم (قوله فينسد إثبات الصانع) سنذكر أن هذا إلزام للمعتزلة القائلين بوجوب الداعي الموجب في الفعل الاختياري فلا يتجه أن ترجيح الفاعل لمعلوله بلا داع يوجبه لا يستلزم جواز وجود الممكن بلا موجد ليلزم انسداد ذلك الباب (قوله ويكون الفعل عنده واجبا والخ) لا خفاء أن مجرد كون إن المرجح من غير العبد ينفي اختيارية فعله بطريق الاستقلال فلا حاجة لذلك إلى قوله ويكون الفعل عنده واجبا لكن لزوم كونه اضطراريا لازما يحتاج إليه فلذا ذكره أو لأن الاستقلال الذي يدعونه بمعنى أن العبد متمكن من إيجاد الفعل وتركه ولو بعد تحقق المرجح لأنه مستقل بالكلية كيف وهم قائلون بأن الله تعالى خالق القوى والقدر نعم كون ذلك المرجح الموجب