والكمي يصوع أقرانه، ويحوزهم (1) كما يحوز الكائل المكيل، فأشار إلى معنى الجمع، وقال ابن القطاع في الأفعال: صاع الشجاع أقرانه صوعا: جمعهم من كل ناحية، والراعي إبله كذلك، وأيضا: فرقها، من الأضداد. وفي كلام الجوهري إشارة إلى ذلك: لأن إتيان الكمي الأقران من النواحي حوز لهم، وجمع لا تفريق، فهو مع قول المصنف: وصعته: فرقته، ضد، وهو كلام ظاهر، وأباه الأزهري، وجعل صوع الكمي بالأقران تفريقا، فتأمل ذلك.
وصاعت النحل تصوع صوعا: تبع بعضها بعضا، عن ابن عباد، وفيه أيضا معنى الحوز والجمع.
وصوعة: هضبة م قال ابن مقبل:
أمن ظعن هبت بليل فأصبحت * بصوعة تحدى كالفسيل المكمم تبادر عيناك الدموع كأنما * تفيضان من واهي الكلى متخرم والصوع، كصرد: اللمع من النبت، عن ابن عباد.
وصوعت الريح النبات: هيجته، أي صيرته هيجا، كصوحته. وأنشد الليث قول ذي الرمة:
وصوع البقل نآج تجيء به * هيف يمانية في مرها نكب قال الصاغاني: أما اللغة فصحيحة، وأما الرواية فهي: " وصوح البقل " لا غير.
وصوع الشيء تصويعا: حدد رأسه، عن ابن عباد.
وقال غيره: صوعه: دوره من جوانبه.
وصوع الحمار تصويعا: عدل أتنه يمنة ويسرة، عن ابن عباد.
وتصوع النبت وتصوح، أي هاج، وكذلك تصيع، تصوعا وتصيعا.
وتصوع الشعر: تشقق وتقبض، قاله الليث أو تصوع: إذا انتشر وتمرط، وقال اللحياني: تصوع الشعر: تفرق.
وتصوع القوم: تفرقوا، قال ذو الرمة:
عسفت اعتسافا دونها كل مجهل * تظل بها الآجال عني تصوع أي تتفرق، وقيل: تصوعوا: تباعدوا جميعا.
ومن المجاز: انصاع الرجل، أي انفتل راجعا، ومر مسرعا، وقيل: انصاع القوم، أي ذهبوا سراعا. وفي حديث الأعرابي: " فانصاع مدبرا "، أي ذهب سريعا، وقال ذو الرمة يصف ثورا:
فانصاع جانبه الوحشي وانكدرت * يلحبن لا يأتلي المطلوب والطلب وقد مر في " و ح ش ".
* ومما يستدرك عليه:
صاع القوم: حمل بعضهم على بعض، عن اللحياني.
وصاع الشيء صوعا: ثناه ولواه، عن ابن القطاع، وهو قريب من قول المصنف: " ودوره من جوانبه ".
والمنصاع: الناكص.
والصاعة: الموضع يتخذ للضيوف خاصة، وهو مجاز، نقله الزمخشري.
ومن ملح التصغير: أصياع، في صيعان، كأجيار في جيران، وأنشد ابن بري في أماليه:
* أودى ابن عمران يزيد بالورق * * فاكتل أصياعك منه وانطلق * والصاع من الأرض: الموضع يبذر فيه صاع، ومنه الحديث: " أنه أعطى عطية بن مالك صاعا من حرة الوادي، كما يقال: أعطاه جريبا من الأرض، أي مبذر جريب ".
وصوع الطائر رأسه: حركه.
وصوع الفرس: جمح برأسه، وامتنع على صاحبه، ويقال: صوع به فرسه، ويروى: ضرع به، كما سيأتي.