والضوع، كصرد وعنب، الأخير عن أبي الهيثم: طائر من طير الليل كالهامة، قال أبو الدقيش: إذا أحس بالصباح صرخ (1)، أو الكروان، أو ذكر البوم، وهذا قول المفضل، أو طائر أسود كالغراب أصغر منه، غير أنه أحمر الجناحين، نقله أبو حاتم في كتاب الطير عن الطائفي، قال: وقال غير الطائفي: هو طائر من العصافير، والعصافير من الطير: ما صغر، وكان دون الدخل والحمر. قلت: ومثله قول ثعلب، وأنشد:
من لا يدل على خير عشيرته * حتى يدل على بيضاته الضوع قال: لأنه يضع بيضه في موضع لا يدري أين هو، ثم قال أبو حاتم: والضوعة صغيرة، ولونها إلى الصفرة، قصيرة العنق، وإنما سميت من قبل صويت لها، تصوت في وجه الصبح. قال: وقال الخشي: الضوع: طائر أبغث مثل الدجاجة، وهو طيب اللحم، قال الأعشى يصف فلاة:
لا يسمع المرء فيها ما يؤنسه * بالليل إلا نئيم البوم والضوعا هكذا رواه أبو الهيثم بكسر الضاد، قال: ونصب الصوع بنية النئيم، كأنه قال: إلا نئيم البوم وصياح الضوع، ورواه أبو حاتم عن الخشى بالضم، وبهما روي قول سويد بن أبي كاهل، أنشده الأصمعي:
لم يضرني غير أن يحسدني * فهو يزقو مثل ما يزقو الضوع ج: أضواع، كعنب وأعناب، وضيعان، كصرد وصردان، الأخير من كتاب الطير. ومن سجعات الأساس: لن يخاطر البازل الربع، ولن يطاير البازي الضوع.
والضواع، كغراب: صوته.
والضواع، كشداد: الثعلب، عن ابن عباد.
وقال ابن عباد: الضوائع: الضوامر من الإبل وغيرها، قال الصاغاني: وكأنها من ضاعها السفر ضوعا، أي هزلها، قلت: ولم يذكر لها واحدا، والقياس الضائعة.
وانضاع الفرخ، أو الصبي: تضور، أو بسط جناحيه إلى أمه لتزقه، وفيه لف ونشر غير مرتب، كتضوع، فيهما، كما في التهذيب، قال: أبو ذؤيب:
فريخان ينضاعان في الفجر كلما * أحسا دوي الريح أو صوت ناعب (2) * ومما يستدرك عليه:
ضوعه تضويعا: حركه وراعه، وقيل: هيجه.
وتضوع الريح: تحرك.
وانضاع: فزع من شيء فصاح منه.
ويقال: لا يضوعنك ما تسمع منها أي لا تكترث له. وتضوع منه رائحة: تنشقها.
وتضوع الضوع: إذا صاح وصوت، قاله أبو حاتم في كتاب الطير.
وأضوع، كأفلس: موضع، ونظيره أقرن وأخرب وأسقف، وهذه كلها مواضع، وقد أهمله ياقوت في معجمه.
[ضيع]: ضاع يضيع ضيعا، بالفتح ويكسر، وضيعة، وضياعا، بالفتح: هلك وتلف، قال متمم بن نويرة اليربوعي رضي الله عنه:
ذاك الضياع، فإن حززت بمدية * كفي فقولي محسن ما يصنع وفي حديث سعد: " إني أخاف على الأعناب الضيعة " أي أنها تضيع وتتلف.
وضاع الشيء ضيعة وضياعا: صار مهملا، ومنه ضاعت الإبل، وضاع العيال، إذا خلوا من الرعاية والتعهد، وأهملوا.
والضياع أيضا، أي بالفتح: العيال نفسه، ومنه الحديث: " فمن ترك ضياعا فإلي " أي عيالا، قاله النضر، وحكاه الهروي في الغريبين، وقال ابن الأثير: وأصله مصدر ضاع، فسمي بالمصدر، كما تقول: من مات وترك فقرا،