ولا يقال: امرأة إمعة. فإنه خطأ، أو قد يقال، حكاه الجوهري عن أبي عبيد.
وتأمع الرجل، واستأمع: صار إمعة، ورجال إمعون، ولا يجمع بالألف والتاء (1).
فصل الباء مع العين [بتع]: البتع، بالكسر، وكعنب، مثال قمع وقمع: نبيذ العسل، كما في الصحاح، وزاد غيره: المشتد. وفي العين: نبيذ يتخذ من عسل كأنه الخمر صلابة، يكره شربه، أو هو سلالة العنب، قاله ابن عباد. وقال بعضهم: سمي بذلك لشدة فيه، من البتع، وهو شدة العنق. أو بالكسر: الخمر وقال أبو حنيفة: الخمر المتخذ من العسل، فأوقع الخمر على العسل، وهي لغة يمانية. وفي الحديث: " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البتع فقال: كل شراب أسكر (2) فهو حرام " وعن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أنه خطب فقال: خمر المدينة من البسر والتمر، وخمر أهل فارس من العنب، وخمر أهل اليمن البتع، وهو من العسل، وخمر الحبش السكركة.
والبتع: الطويل من الرجال، ظاهر سياقه أنه بالكسر، وهو خطأ، والصواب فيه البتع ككتف، وامرأة بتعة: طويلة، كما في اللسان.
والبتع، بالتحريك: طول العنق مع شدة مغرزها: تقول منه: بتع الفرس، كفرح، بتعا فهو بتع، ككتف، وهي بتعة، قاله الأصمعي. وقد سها هنا عن اصطلاحه وهو قوله: وهي بهاء. ويقال أيضا: عنق بتع وبتعة: شديدة. وقيل: مفرطة في الطول.
وقال ابن الأعرابي: البتع: الطويل العنق، والتلع: الطويل الظهر وقال ابن شميل من الأعناق البتع، وهو الغليظ الكثير اللحم الشديد. وقال: ومنها الرهيف (3)، وهو الدقيق. ويقال: البتع في العنق: شدته، والتلع: طوله. وأنشد الصاغاني لسلامة بن جندل يصف فرسا:
يرقى الدسيع إلى هاد له بتع * في جؤجؤ كمداك الطيب مخضوب وقال الليث: رسغ أبتع أي ممتلئ. وأنشد لرؤبة:
* وقصبا فعما ورسغا أبتعا * قال الصاغاني: وليس لرؤبة كما قال الليث. وقال ابن بري: كذا وقع، وأظنه: وجيدا أبتعا.
وقال الليث أيضا: البتع، ككتف: الشديد المفاصل والمواصل من الجسد. وقال غيره: والبتع من الرجال كذلك، وفعله بتع، كفرح، وهو بتع وأبتع: اشتدت مفاصله، وهي بتعاء، وج: بتع، بالضم.
وقال ابن عباد: بتع في الأرض: تباعد. قال: وبتع منه بتوعا، بالضم: انقطع، كانبتع، وهذه عن أبي محجن، كانبتل.
وبتع النبيذ يبتع، من حد ضرب: اتخذه وصنعه كنبذه ينبذه، قاله ابن عباد.
وقال ابن شميل: بتع فلان بأمر لم يؤامرني فيه، كفرح، أي قطعه دوني. قال أبو وجزة السعدي:
بان الخليط وكان البين بائجة * ولم نخفهم على الأمر الذي بتعوا وشفة باثعة بالمثلثة لا غير، ووهم من قال بالمثناة، وهو ابن عباد في المحيط، وقد رد عليه الصاغاني (4).
وتقول: جاءوا كلهم أجمعون، أكتعون، أبصعون، أبتعون، وهي إتباعات لأجمعين، لا يجئن إلا على إثرها، وفي العباب: بأثره، أو تبدأ بأيتهن شئت بعدها، قاله ابن كيسان، وفي الصحاح: وأبتع: كلمة يؤكد بها، تقول: جاءوا أجمعون، أكتعون، أبتعون. إنتهى.
والنساء كلهن جمع، كتع، بصع، بتع، والقبيلة كلها جمعاء، كتعاء، بصعاء، بتعاء. وهذا الترتيب غير لازم،