وعبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع، أبو سعيد الأصمعي النحوي اللغوي، منسوب إلى جد جده، وهو أصمع بن مظهر بن رياح (1) الباهلي ويكنى أبا القندين أيضا، بضم القاف، وقد ذكر في الدال، ومر له ذكر في ظ - ه - ر، ومولده ووفاته في مقدمة الكتاب.
والصمعاء: الصغيرة الأذن من الناس وغيرهم، يقال: امرأة صمعاء، وعنز صمعاء، ويقال: الصمعاء من المعز: التي أذنها كأذن الظبي، بين السكاء والأذناء، وقال الأزهري: الصمعاء: الشاة اللطيفة الأذن التي لصق أذناها بالرأس. وكان ابن عباس رضي الله عنه لا يرى بأسا أن يضحى بالصمعاء، أي: الصغيرة الأذن.
والصمعاء أيضا: الأذن الصغيرة اللطيفة المنضمة إلى الرأس وقد صمعت صمعا: صغرت ولم تطرف، وكان فيها اضطمار ولصوق بالرأس، وقيل: هو أن تلصق بالعذار من أصلها، وهي قصيرة غير مطرفة. وقيل: هي التي ضاق صماخها وتحددت.
والصمعاء: السالفة وبه فسر قول أبي النجم يصف الظليم:
* إذا لوى الأخدع من صمعائه * * منفتلا أو هم بانتفائه * * صاح به عشرون من رعائه * يعني الرئال. قالوا: أراد بصمعائه سالفته وموضع الأذن منه، سميت صمعاء لأنه لا أذن للظليم.
والصمعاء: المدملك المدقق من النبات، نقله الصاغاني، أو هي البهمى إذا ارتفعت قبل أن تتفقأ، نقله الجوهري، وقيل: بقلة صمعاء: مرتوية مكتنزة، وبهمى صمعاء: غضة لم تتشقق، قال ذو الرمة يصف الحمر:
رعت بارض البهمى جميما وبسرة * وصمعاء حتى آنفتها نصالها آنفتها: أوجعتها بسفاها، ويروى: " حتى أنصلتها " قال ابن الأعرابي: قالوا: بهمى صمعاء، فبالغوا بها، كما قالوا: صليان جعد، ونصي أسحم، قال: وقيل الصمعاء: التي تنبت ثمرتها في أعلاها، أو كل برعومة ما دامت مجتمعة منضمة لم تنفتح بعد فهي صمعاء، نقله أبو حنيفة، وقال الأزهري: البهمى: أول ما يبدو منها البارض، فإذا تحرك قليلا فهو جميم، فإذا ارتفع وتم قبل أن يتفقأ فهو الصمعاء، يقال له ذلك لضموره، ج: صمع، بالضم.
ويقال للكلاب: صمع الكعوب، أي صغارها، نقله الجوهري هكذا، وقول النابغة الذبياني يصف الكلاب والثور:
فبثهن عليه واستمر به * صمع الكعوب بريات من الحرد يعني أن قوائمه لازقة، محددة الأطراف، ملس ليست برهلات، أي استمرت به قوائمه، كذا في العباب. وفي اللسان: عنى بها القوائم والمفصل أنها ضامرة ليست بمنتفخة، وقال الشاعر:
أصمع الكعبين مهضوم الحشا * سرطم اللحيين معج تئق (2) وقوائم الثور الوحشي تكون صمع الكعوب، ليس فيها نتوء ولا جفاء، وقال امرؤ القيس:
وساقان كعباهما أصمعا * ن لحم حماتيهما منبتر أراد بالأصمع: الضامر الذي ليس بمنتفخ، والحماة: عضلة الساق، والعرب تستحب انبتارها وتزيمها (3)، أي ضمورها واكتنازها.
والصومعة، كجوهرة: بيت للنصارى ومنار للراهب، كالصومع، بغير هاء، وهذا عن ابن عباد، سميت لدقة في رأسها، وقال سيبويه: الصومعة من الأصمع، يعني المحدد الطرف المنضم، ومن غريب ما أنشدنا بعض الشيوخ:
أوصاك ربك بالتقى * وأولو النهى أوصوا معه فاختر لنفسك مسجدا * تخلو به أو صومعه