كما يقال: فلان من رجالات العرب ولم يرد التأنيث. قال: وقلت للخليل: الضبعان ذكر، فكيف جمع على ضبعانات، فقال: كلما اضطروا إلى جمع فصعب، أو استقبحوه، ذهبوا به إلى هذه الجماعة يقولون: هذا حمام، فإذا جمعوا قالوا: حمامات، ويقولون: فلان من رجالات الناس.
وقال أبو ليلى: الحمام الكثير، والحمامات أدنى العدد. وهي سبع كالذئب، إلا إذا جرى كأنه أعرج، فلذا سمي الضبع العرجاء (1).
ومن الخواص: أن من أمسك بيده حنظلة فرت منه الضباع. ومن أمسك أسنانها (2) معه لم تنبح عليه الكلاب. وجلدها إن شد على بطن حامل لم تسقط الجنين، وإن جلد به مكيال وكيل به البذر أمن الزرع من آفاته التي تصيبه. والاكتحال بمرارتها يحد البصر.
ويقال: سيل جار الضبع، أي شديد المطر؛ لأن سيله يخرجها من وجارها. وفي حديث الحجاج: " وجئتك في مثل جار الضبع " أي في المطر الشديد.
وإنما قيل: دلجة الضبع، لأنها تدور إلى نصف الليل، كما في العباب.
والضبع، كرجل: السنة المجدبة المهلكة الشديدة، مؤنث، وفي حديث أبي ذر " قال رجل: يا رسول الله أكلتنا الضبع، فدعا لهم " وهو مجاز، وأنشد الجوهري للشاعر - وهو العباس بن مرداس، رضي الله عنه، يخاطب أبا خراشة خفاف بن ندبة رضي الله عنه -:
أبا خراشة أما أنت ذا نفر * فإن قومي لم تأكلهم الضبع (3) هذه رواية سيبويه، وفي شعره " إما كنت " قاله الصاغاني، وقال الأزهري: الكلام الفصيح في إما وأما: أنه بكسر الألف في " إما " إذا كان ما بعده فعلا، وإن كان ما بعده اسما، فإنك تفتح الألف من أما، رواه سيبويه بفتح الهمزة، ومعناه أن قومك ليسوا بأذلاء فتأكلهم الضبع، ويعد عليهم السبع، وقد روي هذا البيت لمالك بن ربيعة العامري، وروي " أبا خباشة " يقوله لأبي خباشة عامر بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب.
وقال ابن الأثير: الضبع في الأصل حيوان، والعرب تكني به عن سنة الجدب.
وضبع بلا لام: ع، وأنشد أبو حنيفة:
* حوزها من عقب إلى ضبع * * في ذنبان ويبيس منقفع * قال الصاغاني: أنشده الأصمعي لأبي محمد الفقعسي، وهو لعكاشة بن أبي مسعدة (4) السعدي، ولأبي محمد أرجوزة عينية، وليس ما أنشده فيها:
* تربعت من بين دارات القنع * * بين لوى الأمعز منها وضبع * أو ضبع: رابية، والذي في معجم أبي عبيد البكري ما نصه: ضبع: جبل فارد بين النباج والنقرة، سمي بذلك لما عليه من الحجارة التي كانت (5) منضدة؛ تشبيها لها بالضبع وعرفها؛ لأن للضبع عرفا من رأسها إلى ذنبها.
وموضع قبل حرة بني سليم، بينها وبين أفاعية، يقال له: ضبع الخرجا (6)، وفيه شجر يضل فيه الناس.
وواد قرب مكة، أحسبه بينها وبين المدينة.
وموضع من ديار كلب بنجد، وفي كلام المصنف من القصور ما لا يخفى.
والضباع: ككتاب، كواكب كثيرة أسفل من بنات نعش، كما في العباب.
وبطن الضباع: ع (7)، قال المرقش الأكبر:
جاعلات بطن الضباع شمالا * وبراق النعاف ذات اليمين