الذي في الحدقة. ويقال: بعينه عوار، أي قذى. وجمع العوار عواوير، وقد جاء في قول الشاعر بحذف الياء ضرورة:
* وكحل العينين بالعواور (1) * وروى الأزهري عن اليزيدي: بعينه ساهك وعائر، وهما من الرمد. وقال الليث: العائر: غمصة تمض العين كأنما وقع فيها قذى، وهو العوار. قال: وعين عائرة: ذات عوار، ولا يقال في هذا المعنى: عارت، إنما يقال: عارت إذا عورت. وقيل: العائر: بثر يكون في الجفن الأسفل من العين، وهو اسم لا مصدر، بمنزلة الفالج والباغز والباطل، وليس اسم فاعل ولا جاريا على معتل، وهو كما تراه معتل. والعائر من السهام: ما لا يدري راميه وكذا من الحجارة. ومن ذلك الحديث: أن رجلا أصابه سهم عائر فقتله والجمع العوائر، وأنشد أبو عبيد:
أخشى على وجهك يا أمير * عوائرا من جندل تعير وفي التهذيب في ترجمة نسأ: وأنشد لمالك بن زغبة الباهلي:
إذا انتسؤوا فوت الرماح أتتهم * عوائر نبل كالجراد نطيرها قال ابن برى: عوائر نبل، أي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أين أتت.
وعائر العين: ما يملؤها من المال حتى يكاد يعورها. يقال: عليه من المال عائرة عينين، وعيرة عينين، بتشديد الياء المكسورة كلاهما عن اللحياني، أي كثرة تملأ بصره. وقال مرة: أي ما يكاد من كثرته يفقأ عينيه. وقال الزمخشري: أي بما يملؤهما ويكاد يعورهما. وقال أبو عبيد: يقال للرجل إذا كثر ماله: ترد على فلان عائرة عين، وعائرة عينين، أي ترد عليه إبل كثيرة كأنها من كثرتها تملأ العينين حتى تكاد تعورهما، أي تفقؤهما (2). وقال أبو العباس: معناه أنه من كثرتها تعير فيها العين. وقال الأصمعي: أصل ذلك أن الرجل من العرب في الجاهلية كان إذا بلغ إبله ألفا عار عين بعير منها، فأرادوا بعائرة العين ألفا من الإبل تعور عين واحد منها. قال الجوهري: وعنده من المال عائرة عين، أي يحار فيه البصر من كثرته كأنه يملأ العين فيعورها (4). وفي الأساس مثل ما قاله الأصمعي.
والعوار، مثلثة، الفتح والضم ذكرهما ابن الأثير: العيب يقال سلعة ذات عوار، أي عيب. وبه فسر حديث الزكاة: لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا ذات عوار. والعوار (5) أيضا: الخرق والشق في الثوب والبيت ونحوهما. وقيل: هو عيب فيه - فلم يعين ذلك - قال ذو الرمة:
تبين نسبة المرثى (6) لؤما * كما بينت في الأدم العوارا والعوار، كرمان: ضرب من الخطاطيف أسود طويل الجناحين. وعم الجوهري فقال: هو الخطاف، وينشد:
* كما (7) انقض تحت الصيق عوار * الصيق: الغبار.
والعوار: اللحم الذي ينزع من العين بعدما يذر عليه الذرور، وهو من العوار، بمعنى الرمص الذي في الحدقة كالعائر، والجمع عواوير، وقد تقدم. والعوار: الذي لا بصر له في الطريق ولا هداية، وهو لا يدل ولا يندل، كالأعور؛ قاله الصاغاني. وفي بعض النسخ: بالطريق، ومثله في التكملة. ولو قال عند ذكر معاني الأعور: والدليل السيئ الدلالة كالعوار كان أخصر. والعوار: الضعيف الجبان السريع الفرار، كالأعور. ولو ذكره في معاني الأعور بعد قوله: الضعيف الجبان فقال: " كالعوار " كان أخصر. ج عواوير قال الأعشى:
غير ميل ولا عواوير في الهي * جا ولا عزل ولا أكفال