ساعيا، وبعث معه رجلا من خزاعة، وكان يصنع له طعامه ويخدمه فنزلا في مجمع - والمجمع حيث تجتمع الاعراب يؤدون فيه الصدقة - فأمره أن يصنع له طعاما، ونام نصف النهار، واستيقظ، والخزاعي نائم، ولم يصنع له شيئا، فعدى عليه فضربه فقتله، وارتد عن الاسلام، وهرب إلى مكة، وكان يقول الشعر يهجو به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان له قينتان، وكانتا فاسقتين، فيأمرهما ابن خطل أن يغنيا بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وعن أنس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح على رأسه المغفر، فلما نزعه جاء رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اقتلوه " رواه الامام مالك والشيخان (1).
قال محمد بن عمر (2): لما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ذي طوى، أقبل ابن خطل من أعلى مكة مدججا في الحديد على فرس وبيده قناة، فمر ببنات سعيد بن العاص فقال لهن: أما والله لا يدخلها محمد حتى ترين ضربا كافواه المزاد، ثم خرج حتى انتهى إلى الخندمة، فرأى خيل الله، ورأى القتال فدخله رعب، حتى ما يستمسك من الرعدة، فرجع حتى انتهى إلى الكعبة، فنزل عن فرسه، وطرح سلاحه وأتى البيت فدخل تحت أستاره، فاخذ رجل من بني كعب سلاحه وأدرك فرسه عائرا فاستوى عليه، ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم بالحجون.
وعبد الله بن سعد بن أبي سرح - بفتح السين، واسكان الراء، وبالحاء المهملات - كان أسلم، ثم ارتد، فشفع فيه عثمان يوم الفتح، فحقن دمه، وأسلم بعد ذلك فقبل اسلامه، وحسن اسلامه بعد ذلك، وولاه عمر بعض أعماله، ثم ولاه عثمان، ومات وهو ساجد في صلاة الصبح، أو بعد انقضائها، وكان أحد النجباء الكرماء العقلاء من قريش، وكان فارس بني عامر بن لؤي المقدم فيهم، وسيأتى خبره مبسوطا في أبواب كتابه - صلى الله عليه وسلم.
وعكرمة بن أبي جهل، أسلم فقبل اسلامه.
والحويرث - بالتصغير - بن نقيدر بضم النون، وفتح القاف، وسكون التحتية، فدال مهملة، فراء مهملة، كان يؤذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونخس بزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجرت إلى المدينة، فاهدر دمه. فبينما هو في منزله قد أغلق عليه بابه، فسال عنه علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فقيل هو بالبادية، فأخبر الحويرث أنه يطلب، فتنحى علي عن بابه، فخرج الحويرث يريد أن يهرب من بيت إلى آخر، فتلقاه علي، فضرب عنقه.