الامامة والسياسة - ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الشيري - ج ٢ - الصفحة ١٦٣
مروان، وأمتعة عسكره ما لا يحصى كثرة، فتناول اللواء حميد بن قحطبة (1)، وعبر الفرات حتى أتى الشام، فقيل له: إن مروان ترك الطريق إلى دمشق وذهب صالح بن علي بن عبد الله بن عباس (2)، وكان بناحية من الشام، وقد اجتمع إليه الناس لما علموا من قرابته لأمير المؤمنين، فلما اجتمع مع حميد بن قحطبة سلم إليه الأمر، وقال الناس: إنه خرج بإظهار الدعوة لأبي العباس من غير أمره، فما سلم الأمر إلى صالح بن علي، أتاه كتاب أبي مسلم، أن يرجع ابن قحطبة ببعض عساكره إلى العراق، فيكون فيها حتى يأتيه أمره، فأتى صالح بن علي كتابه بأنه قد صير إليه الشام، وما وراءها إلى المغرب، ويأمره فيه ببعثه الجيوش في طلب مروان، فولى صالح بن علي رجلا من الأزد، يقال له أبو عون على مصر، وأمره بطلب مروان في أرض المغرب، وبعثه في عشرين ألفا، وكان سليمان بن هشام بن عبد الملك قد نافر مروان بن محمد (3)، وقاتله مرارا قبل أن يشتد أمر أبي مسلم، فسار إليه في أربعة آلاف، وذلك بعد خروج قحطبة من عند أبي مسلم، فنزل به سليمان، وكانت بينه وبين أبي العباس مودة قديمة، فبايع أبا مسلم على طاعة أبي العباس، فسر به أبو مسلم وشيعته، ثم سيره في طلب قحطبة ممدا له، وقد قاتل مروان قحطبة قبل قدوم سليمان بيومين، فلما نظر مروان إلى دخول سليمان بن هشام في عسكر قحطبة، وكثرة من جاء معه انهزم، فمضى سليمان مع حميد بن قحطبة في طلبه، ولم يكن مروان انهزم عنه غلبة، ولكنه كان نظر في كتب الحدثان، فوجد فيها أن طاعة المسودة لا تجاوز الزاب (4)، فقال ذلك لوزرائه. فقيل له: إن بمصر زابا آخر. قال: فإليها نذهب

(1) في الطبري وابن الأثير: بويع حميد بن قحطبة لأخيه الحسن. وكان قحطبة قد أرسله في سرية فأرسلوا فأحضروه وسلموا إليه الأمر.
(2) كذا، وفي الطبري وابن الأثير ومروج الذهب: صالح بن علي، وسيرد بعد صحيحا.
(3) كان سليمان بن هشام بن عبد الملك قد خلع مروان سنة 127 وعسكر مع أصحابه بقنسرين واجتمع إليه هناك سبعون ألفا من أهل الشام والذكوانية وغيرهم، والتقى مع مروان في خساف من أرض قنسرين فانهزم سليمان وهرب إلى العراق (ابن الأثير 3 / 438). ثم التحق بالضحاك، ثم بشيبان الحروري، وبعد هزيمة شيبان هرب سليمان إلى السند. ولم يرد في أي من المصادر اشتراكه في هذه المعركة. والخبر هنا فيه اضطراب كبير مع ما ذكر في الطبري وابن الأثير اللذين يذكران أن مطاردة مروان كانت من قبل عبد الله بن علي على الزاب وأن صالح بن علي تولى مطاردة مروان بعد اجتيازه نهر أبي فطرس بفلسطين إلى مقتله قرب ذات الساحل (ذات السلاسل).
(4) الزاب: نهر بالموصل، والزاب أيضا عدة مواضع (معجم البلدان).
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر اختلاف الرواة في وقعة الحرة وخبر يزيد 5
2 ولاية الوليد المدينة وخروج الحسين بن علي 7
3 قتال عمرو بن سعيد الحسين وقتله 10
4 قدوم من أسر من آل علي على يزيد 12
5 إخراج بني أمية عن المدينة، وذكر قتال أهل الحرة 13
6 حرب ابن الزبير رضي الله عنهما 16
7 خلاف معاوية بن يزيد 17
8 غلبة ابن الزبير رضي الله عنهما وظهوره 19
9 حريق الكعبة 19
10 اختلاف أهل الشام على ابن الزبير 20
11 بيعة أهل الشام مروان بن الحكم 21
12 موت مروان بن الحكم 23
13 بيعة عبد الملك بن مروان وولايته 23
14 غلبة ابن الزبير على العراقيين وبيعتهم 25
15 بيعة أهل الكوفة لابن الزبير وخروج ابن زياد عنها 25
16 قتال المختار عمرو بن سعد 30
17 قتل مصعب بن الزبير المختار بن أبي عبيد الله 31
18 خلع ابن الزبير 33
19 قتل عبد الملك عمرو بن سعيد 33
20 مسير عبد الملك إلى العراق 35
21 قتل مصعب بن الزبير 36
22 ذكر حرب ابن الزبير وقتله 37
23 ولاية الحجاج على العراقين 39
24 خروج ابن الأشعث على الحجاج 41
25 حرب الحجاج مع ابن الأشعث وقتله 44
26 الحجاج والشعبي 56
27 انهزام ابن الأشعث وقيام عبد الرحمن بن عياش 59
28 ذكر قتل سعيد بن جبير 60
29 ذكر بيعة الوليد وسليمان ابني عبد الملك 63
30 موت عبد الملك وبيعة الوليد 66
31 تولية موسى بن نصير البصرة 69
32 دخول موسى بن نصير على عبد الملك بن مروان 70
33 تولية موسى بن نصير على إفريقية 70
34 خطبة موسى بن نصير رحمه الله 72
35 دخول موسى بن نصير إفريقية 72
36 خطبة موسى بإفريقية 73
37 فتح زعوان 73
38 قدوم كتاب الفتح على عبد العزيز بن مروان 74
39 إنكار عبد الملك تولية موسى بن نصير 74
40 جوابه 75
41 كتاب عبد العزيز بالفتح إلى عبد الملك - جوابه 75
42 فتح هوارة وزناتة وكتامة 76
43 فتح صنهاجة 77
44 فتح سجوما 77
45 قدوم الفتح على عبد الملك بن مروان 79
46 غزوة موسى في البحر 80
47 غزوة السوس الأقصى 82
48 قدوم الفتوحات على الوليد بن عبد الملك 83
49 فتح قلعة أرساف 84
50 فتح الأندلس 85
51 اتهام الوليد موسى بالخلع 89
52 دخول وفد موسى على الوليد بن عبد الملك 89
53 ذكر ما وجد موسى في البيت الذي وجد فيه المائدة مع صور العرب 90
54 ذكر ما أفاء الله عليه 91
55 غزوة موسى بن نصير البشكنس والإفرنج 92
56 خروج موسى بن نصير من الأندلس 95
57 قدوم موسى إفريقية 95
58 قدوم موسى إلى مصر 96
59 قدوم موسى على الوليد رحمهما الله 97
60 خلافة سليمان بن عبد الملك وما صنع بموسى بن نصير 98
61 عدة موالي موسى بن نصير 99
62 ذكر ما رآه موسى بالمغرب من العجائب 99
63 تولية سليمان بن عبد الملك أخاه مسلمة وما أشار به موسى عليه 102
64 سؤال سليمان موسى عن المغرب 103
65 ذكر قدوم موسى على الوليد 104
66 ذكر اختلاف الناقلين في صنع سليمان بموسى 105
67 نسخة القضية 107
68 ذكر يد موسى إلى المهلب 109
69 ذكر قتل عبد العزيز بن موسى بالأندلس 110
70 قدوم رأس عبد العزيز بن موسى على سليمان 112
71 سؤال سليمان بن عبد الملك موسى عن أخباره وأفعاله 115
72 ذكر ولاة الأندلس بعد موسى بن نصير 118
73 ذكر حج سليمان مع عمر بن عبد العزيز 119
74 ما قال طاووس اليماني لسليمان بمكة 120
75 ما قال أبو حزم لسليمان 121
76 ذكر وفاة سليمان واستخلافه عمر بن عبد العزيز 126
77 أيام عمر بن عبد العزيز 131
78 ذكر قدوم جرير بن الخطفي على عمر بن عبد العزيز 132
79 دخول الخوارج على عمر بن عبد العزيز 134
80 وفاة عمر بن عبد العزيز 137
81 ذكر رؤيا عمر بن عبد العزيز 137
82 ما علم به موت عمر رحمه الله في الأمصار 139
83 ولاية يزيد بن عبد الملك بن مروان 141
84 ولاية هشام بن عبد الملك 142
85 قدوم خالد بن صفوان بن الأهتم على هشام 143
86 بدء الفتن والدولة العباسية 148
87 دخول محمد بن علي على هشام 150
88 ولاية الوليد بن يزيد وفتن الدولة 150
89 قتل خالد بن عبد الله القسري 151
90 وثوب أهل دمشق على الوليد بن يزيد وقتله 153
91 ولاية مروان بن محمد بن مروان بن الحكم 155
92 خروج أبي مسلم الخراساني 156
93 ذكر ما أمال أصحاب الكرماني إلى أبي مسلم 159
94 تولية أبي مسلم قحطبة بن شبيب قتال مروان 161
95 ذكر البيعة لأبي العباس بالكوفة 162
96 حرب مروان بن محمد وقتله 162
97 قتل أبي سلمة الخلال 165
98 قتل رجال بني أمية 166
99 ذكر قتل سليمان بن هشام 169
100 خروج السفاح على أبي العباس وخلعه 170
101 اختلاف أبي مسلم على أبي العباس 171
102 قتل ابن هبيرة وأخذه 172
103 كتاب الأمان 174
104 قدوم ابن هبيرة على أبي العباس 176
105 قتل ابن هبيرة 177
106 اختلاف أبي مسلم على أبي العباس 180
107 كتاب أبي مسلم إلى أبي جعفر وقد هم أن يخلع ويخالف 181
108 موت أبي العباس واستخلاف أبي جعفر 182
109 قتل أبي مسلم 183
110 ثورة عيسى بن زيد بن علي بن الحسين 185
111 هروب مالك بن الهيثم 186
112 قصة سابور ملك فارس 188
113 خروج شريك بن عون على أبي جعفر وخلعه 188
114 اجتماع شبيب بن شيبة مع أبي جعفر قبل ولايته وبعدها 189
115 حج أبي جعفر ولقائه مالك بن أنس وما قال له 192
116 دخول سفيان الثوري وسليمان الخواص على أبي جعفر وما قالا له 193
117 دخول أبي ذؤيب ومالك بن أنس وابن سمعان على أبي جعفر 195
118 كتاب عبيد الله العمري إلى أبي جعفر 197
119 فأجابه أبو جعفر المنصور 198
120 اجتماع أبي جعفر مع عبد الله بن مرزوق 198
121 ذكر ما نال مالك بن أنس من جعفر بن سليمان 199
122 إنكار أبي جعفر المنصور لضرب مالك 200
123 دخول مالك على أبي جعفر بمنى 201
124 ما قال أبو جعفر لعبد العزيز بن أبي رواد 203
125 قدوم المهدي إلى المدينة 203
126 موت أبي جعفر المنصور واستخلاف المهدي 204
127 ذكر استخلاف هارون الرشيد 205
128 قدوم هارون الرشيد المدينة 206
129 مسير الرشيد إلى الفضيل بن عياض 210
130 ذكر الحائك المتطفل 212
131 ذكر الأعرابي مع هارون الرشيد 219
132 قتل جعفر بن يحيى بن برمك 222
133 وصول فاطمة أم جعفر بن يحيى إلى قصر الرشيد ماشية حافية 226
134 اتصال فاختة أخت الرشيد بجعفر بن يحيى 230
135 مرض الرشيد بالحمى الربع الذي كان جده أبو جعفر أخبره أنه يموت بها 231
136 عزم الرشيد على أخذ البيعة لابنه المأمون 232
137 عتاب زبيدة زوجته على ذلك 232
138 وفاة الرشيد والمأمون خارج العراق 233
139 اتصال أشرار العراق بالأمين وإيغار صدره على أخيه الأمين 233
140 دخول المأمون قصر الخلافة وحبسه أخاه الأمين 234
141 هروب الأمين من السجن وقتله - تمام الكتاب 234