هذا كتاب من عبد الله بن محمد بن علي أبي جعفر، ولي أمر المسلمين، ليزيد بن هبيرة، ومن معه من أهل الشام والعراق، وغيرهم في مدينة واسط (1) وأرضها، من المسلمين والمعاهدين، ومن معهم من وزرائهم: إني أمنتكم بأمان الله الذي لا إله إلا هو، الذي يعلم سرائر العباد وضمائر قلوبهم، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وإليه الأمر كله، أمانا صادقا لا يشوبه غش، ولا يخالطه باطل، على أنفسكم وذراريكم وأموالكم، وأعطيت يزيد بن عمر بن هبيرة، ومن أمنته في أعلى كتابي هذا بالوفاء، بما جعلت لهم من عهد الله وميثاقه، الذي واثق به الأمم الماضية من خلقه، وأخذ عليهم به أمره عهدا خالصا مؤكدا، وذمة الله، وذمة محمد ومن مضى من خلفائه الصالحين، وأسلافه الطيبين التي لا يسع العباد نقضها، ولا تعطيل شئ منها، ولا الاحتقار بها، وبها قامت السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنا، وأشفقن منها، تعظيما لها، وبها حقنت الدماء، وذمة روح الله وكلمته عيسى بن مريم، وذمة إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وذمة جبريل وميكائيل وإسرافيل، وأعطيتك ما جعلت له من هذه العهود والمواثيق، ولمن معك من المسلمين، وأهل الذمة بعد استثماري فيما جعلت لك منه عبد الله بن محمد أمير المؤمنين أعز الله نصره، وأمر بإنفاذه لكم، ورضي به، وجعله لكم وعلى نفسه، وتسليم ذلك من قبله من وزرائه وقواده، وأنصار الحق من شيعته، من أهل خراسان، فأنت وهم آمنون بأمان الله، ليس عليك حد، ولا تؤاخذ بذنب أتيته، وكنت عليه في خلاف أو مناوأة، أو قتل أو زلة، أو جرم أو جناية، أو سفك دماء خطأ أو عمدا، أو أمر سلف منك أو منهم، صغيرا أو كبيرا في سر أو علانية، ولا ناقض عليك ما جعلت لك من أماني هذا، ولم أخنك فيه، ولا ناكث عنه، وأذنت لك في المقام في المدينة الشرقية إلى الأجل الذي سألت، ثم اسلك حيث بدا لك من الأرض آمنا مطمئنا، مكلوءا (2) أنت ومن سألته أن يؤذن له في المسير معك. ومن تبعك، وأهل بيتك. والخمس مئة رجل على ما سألت من دوابهم وسلاحهم، ولباس البياض لا يخافون غدرا، ولا إخفارا (3) بك حيث أحببت، من بر أو بحر، وانزل حيث شئت من الأرض إلى أن تنتهي إلى منزلك من أرض الشام، فأنت آمن بأمان الله، ممن مررت بهم من عمالنا
(١٢٧)