فتح زعوان قال: وذكروا أنه كان بزعوان قوم من البربر، يقال لهم عبدوه، عليهم عظيم من عظمائهم يقال له: ورقطان، فكانوا يغيرون على سرح المسلمين، ويرصدون غرتهم، والذي بين زعوان وبين القيروان يوم إلى الليل، فوجه إليهم موسى خمس مئة فارس، عليهم رجل من خشين يقال له: عبد الملك فقاتلهم فهزمهم الله، وقتل صاحبهم ورقطان، وفتحها الله على يد موسى، فبلغ سبيهم يومئذ عشرة آلاف رأس، وأنه كان أول سبي دخل القيروان في ولاية موسى، ثم وجه ابنا له يقال له عبد الرحمن بن موسى، إلي بعض نواحيها، فأتاه بمئة ألف رأس ثم وجه ابنا له يقال له مروان، فأتاه بمثلها فكان الخمس يومئذ ستين ألف رأس.
قدوم كتاب الفتح على عبد العزيز بن مروان قال: وذكروا أن موسى بن نصير كتب إلى عبد العزيز بن مروان بمصر يخبره بالذي فتح الله عليه، وأمكن له، ويعلمه أن الخمس بلغ ثلاثين ألفا، وكان ذلك وهما من الكاتب. فلما قرأ عبد العزيز الكتاب، دعا الكاتب وقال له: ويحك! اقرأ هذا الكتاب. فلما قرأه قال هذا وهم من الكاتب فراجعه. فكتب إليه عبد العزيز: إنه بلغني كتابك، وتذكر فيه أنه قد بلغ خمس ما أفاء الله عليك ثلاثين ألف رأس، فاستكثرت ذلك، وظننت أن ذلك وهم من الكاتب، فاكتب إلي بعد ذلك على حقيقة، واحذر الوهم. فلما قدم الكتاب على موسى كتب إليه: بلغني أن الأمير أبقاه الله، يذكر أنه استكثر ما جاءه من العدة، التي أفاء الله علي، وأنه ظن أن ذلك وهم من الكاتب، فقد كان ذلك وهما على ما ظنه الأمير، والخمس أيها الأمير ستون ألفا حقا ثابتا بلا وهم. قال: فلما أتى الكتاب إلى عبد العزيز وقرأه ملأه سرورا.
إنكار عبد الملك تولية موسى بن نصير قال: وذكروا أن عبد العزيز لما ولى موسى وعزل حسان كما تقدم، وفتح الله لموسى بلغ ذلك عبد الملك بن مروان، فكره ذلك وأنكره، ثم كره رد رأي عبد العزيز، ثم هم بعزل موسى لسوء رأيه فيه، ثم رأى أن لا يرد ما صنع عبد العزيز. فكتب عبد الملك إلى عبد العزيز: أما بعد، فقد بلغ أمير المؤمنين ما كان من رأيك في عزل حسان، وتوليتك موسى مكانه، وعلم الأمر الذي له عزلته، وقد كنت أنتظر منك مثلها في موسى، وقد