ابن عبد الرحمن بن عوف، والمغيرة بن أبي بردة، وزرعة بن أبي مدرك، وسليمان بن نجدة ووجوه من وجوه الناس وأخرج معه من وجوه البربر مئة رجل فيهم بنو كسيلة، وبنو قصدر، وبنو ملوك البربر، وملك السوس مزدانة ملك قلعة أرساف وملك ميورقه، وخرج بعشرين ملكا من ملوك جزائر الروم، وخرج معه مئة من ملوك الأندلس، ومن الإفرنجيين، ومن القرطبيين وغيرهم، وخرج معه أيضا بأصناف ما في كل بلد من بزها (2) ودوابها ورقيقها وطرائفها وما لا يحصى، فأقبل يجر الدنيا وراءه جرا لم يسمع بمثله، ولا بمثل ما قدم به.
قدوم موسى إلى مصر قال: وذكروا أن يزيد بن سعيد بن مسلم أخبرهم قال: لما أتى موسى مصر، وانتهى ذلك إلى الوليد بن عبد الملك، كتب إلى قرة بن شريك، أن ادفع إلى موسى من بيت مال مصر ما أراد، فأقبل موسى حتى إذا كان في بعض الطريق، لقيه خبر موت قرة بن شريك، ثم قدم مصر سنة خمس وتسعين، فدخل المسجد فصلى عند باب الصوال، وكان قرة قد استخلف بن رفاعة على الجند حتى توفي، فلما سمع بموسى خرج مبادرا حتى لحقه حين استوى على دابته فلقيه فسلم عليه، فقال له موسى من أنت يا بن أخي؟ فانتسب له. فقال: مرحبا وأهلا، فسار معه حتى نزل منية عمرو بن مروان، فعسكر بها موسى، فكلمه حينئذ رفاعة في المال الذي كان استخرجه من سفيان بن مالك الفهري، وذلك بعد مهلك سفيان. فقال: هو لك. قال: فأمر بدفع عشرة آلاف دينار إلى ولد سفيان بن مالك. قال: فأقام موسى ثلاثة أيام، تأتيه أهل مصر في كل يوم، فلم يبق شريف إلا وقد أوصل إليه موسى صلة ومعروفا كثيرا، وأهدى لولد عبد العزيز ابن مروان فأكثر لهم، وجاءهم بنفسه فسلم عليهم، ثم سار متوجها حتى أتى فلسطين، فتلقاه آل روح ابن زنباع، فنزل بهم، فبلغني أنهم نحروا له خمسين جزورا، وأقام عندهم يومين، وخلف بعض أهله وصغار ولده عندهم، وأجاز آل مروان وآل روح بن زنباع بجوائز من الوصائف، وغير ذلك من الطرف.
قدوم موسى على الوليد رحمهما الله تعالى قال: وذكروا أن محمد بن سليمان وغيره من مشايخ أهل مصر، أخبروهم أن موسى لما قدم على الوليد، وكان قدومه عليه وهو في آخر شكايته التي توفي فيها، وقد كان سليمان