سبحانه يقول: انك - يا محمد - تريد ايمانه ولا أريد ايمانه... مع تكفله بنصرتك وبذل مجهوده في إعانتك والذب عنك ومحبته لك ونعمته عليك...
وفي هذا ما فيه (1) وقال في سورة الأنعام: وقد ثبت اجماع أهل البيت (عليهم السلام) على ايمان أبي طالب، واجماعهم حجة، لأنهم أحد الثقلين اللذين أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالتمسك بهما بقوله: " إن تمسكتم بهما لن تضلوا ".
ويدل على ذلك ما رواه ابن عمر: أن أبا بكر جاء بأبيه أبي قحافة يوم الفتح إلى رسول الله فأسلم وكان أعمى فقال (صلى الله عليه وآله): ألا تركت الشيخ فآتيه؟ فقال أبو بكر: أردت أن يأجره الله تعالى، والذي بعثك بالحق لأنا كنت باسلام أبي طالب أشد فرحا مني بإسلام أبي التمس بذلك قرة عينك.
فقال (صلى الله عليه وآله): صدقت.
وروى الطبري بأسناده: أن رؤساء قريش لما رأوا ذب أبي طالب عن النبي اجتمعوا عليه وقالوا: جئناك بفتى قريش جمالا وجودا وشهامة:
عمارة بن الوليد، ندفعه إليك وتدفع إلينا ابن أخيك الذي فرق جماعتنا وسفه أحلامنا فنقتله!
فقال أبو طالب: ما أنصفتموني، تعطوني ابنكم فأغذوه وأعطيكم ابني فتقتلونه، بل فليأت كل امرئ منكم بولده فأقتله. وقال:
معنا الرسول رسول المليك * ببيض تلألأ كلمع البروق أذود وأحمي رسول المليك * حماية حام عليه شفيق قال: وأقواله وأشعاره المنبئة عن اسلامه كثيرة مشهورة لا تحصى، فمن ذلك قوله: