السهام تخرج على عبد الله ويزيد عشرا، فلما ان بلغت مائة خرجت السهام على الإبل، فقال عبد المطلب: ما أنصفت ربي، فأعاد السهام ثلاثا فخرجت على الإبل فقال: الآن علمت أن ربي قد رضي، فنحرها (1).
وروى في (عيون الأخبار) بسنده عن علي بن الحسين بن فضال قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله): أنا ابن الذبيحين؟ قال:
" يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل (عليه السلام) وعبد الله بن عبد المطلب " إلى أن قال: " فان عبد المطلب كان قد تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا الله ان يرزقه عشرة بنين، ونذر لله عز وجل ان يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته.
فلما بلغوا عشرة قال: قد وفى الله لي، فلأوفين لله عز وجل: فأدخل ولده الكعبة وأسهم بينهم، فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان أحب ولده إليه، ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله، ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله! فأخذه وعزم على ذبحه! فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن، وقالت ابنته عاتكة:
يا أبتاه اعذر فيما بينك وبين الله في قتل ابنك. قال: وكيف اعذر يا بنيه؟
قالت: اعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب القداح على ابنك وعلى الإبل واعط ربك حتى يرضى.
فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وعزل منها عشرا وضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله، فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة، فضرب فخرج السهم على الإبل، فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال