" فارسي الخلقة " جذاب الوجه له شعرة حسنة ولذلك حكى ابن النديم بشأنه في فهرسته: أنه اتهم بأنه يجلس في مؤخر المسجد للصلاة فيغازل بعض النساء، فأمر أمير المدينة بإحضاره وضربه أسواطا ونهاه عن الجلوس في مؤخر المسجد. ولعله لهذا لم يرو عنه من أهل المدينة غير راو واحد هو إبراهيم بن سعد فحسب (1).
ولعله لهذا رحل منها سنة 115 ه أي في الثلاثين من عمره إلى الإسكندرية في مصر، ويظن أنها أولى رحلاته، فانفرد برواية أحاديث عن عدة من رجال الحديث بها.
ثم رحل إلى الكوفة والحيرة، ولعله بها التقى بالمنصور فصنف لابنه المهدي كتاب السيرة كما سبق، فرواها عنه زياد بن عبد الملك البكائي العامري وغيره، ورحل إلى الجزيرة أي الموصل، والري حتى إذا بنيت بغداد فرجع إليها وفيها ألقى عصا الترحال، وله من كل هذه البلدان رواة كثيرون.
وعاش في بغداد حتى توفي بها فدفن في مقابر الخيزران.
وقد كان ابن إسحاق يعد في طبقة تلامذة عبد الملك بن شهاب الزهري وأقرانه، وله عنه روايات، ونقل أصحاب الطبقات أن شيخه ابن شهاب الزهري لم يكن يتهمه بشئ بل كان يوثقه، وتبعه في توثيق ابن إسحاق من الفقهاء الأئمة: سفيان الثوري وشعبة، بالإضافة إلى راويته زياد ابن عبد الملك البكائي عنه. وإن كان هشام بن عروة بن الزبير من رواة السيرة، ومالك بن أنس من أئمة الفقهاء يتحاملان عليه بالجرح والتضعيف ويتهمانه بالكذب والدجل والتدليس، والقول بالقدر، والنقل عن غير