فقال عمرو بن يثربي: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت غنم ابن عمي، أجتزر (1) منها شاة؟ فقال: إن لقيتها [نعجة] (2) تحمل شفرة [وأزنادا] (2) بحبت الجميش (3) فلا تهجها!
ثم قال أيها الناس: (إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذي كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله) (4)، [ويحرموا ما أحل الله] (5)، ألا وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، إن عدة الشهور عند الله اثنا (6) عشر شهرا في كتاب الله منها أربعة حرم: ثلاثة متوالية: ذو القعدة وذو الحجة، والمحرم، ورجب الذي يدعى شهر مضر: الذي جاء بين جمادي الآخرة وشعبان، والشهر تسعة وعشرون وثلاثون (ألا هل بلغت؟ فقال الناس: نعم، فقال: اللهم اشهد).
ثم قال: أيها الناس، إن للنساء عليكم حقا وإن لكم عليهن حقا: فعليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا ولا يدخلن بيوتكم أحدا تكرهونه إلا بإذنكم، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع (7)، وأن تضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وإنما النساء عندكم عوان (8)، لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنما أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيرا، ألا هل بلغت؟
قال الناس: نعم، قال: اللهم اشهد.
أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرونه [من أعمالكم] (9). إن كل مسلم أخو المسلم، وإنما المسلمون إخوة، ولا يحل لامرئ مسلم دم أخيه ولا ماله إلا بطيب .