ابن عبد القيس من فورهما ذلك من إفريقية إلى الأندلس فأتياها من قبل البحر وكتب عثمان إلى من انتدب من أهل الأندلس أما بعد فان القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس وإنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء من يفتحها في الاجر والسلام وقال كعب الأحبار يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة (وكتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة قالا فخرجوا ومعهم البربر فأتوها من برها وبحرها ففتحها الله على المسلمين وإفرنجة وازدادوا في سلطان المسلمين مثل إفريقية فلما عزل عثمان عبد الله بن سعد بن أبي سرح صرف إلى عمله عبد الله بن نافع بن عبد قيس وكان عليها ورجع عبد الله بن سعد إلى مصر ولم يزل أمر الأندلس كأمر إفريقية حتى كان زمان هشام فمنع البربر أرضهم وبقى من في الأندلس على حاله (وأما الواقدي) فإنه ذكر أن ابن أبي سبرة حدثه عن محمد بن أبي حرملة عن كريب قال لما نزع عثمان عمرو بن العاص عن مصر غضب عمرو غضبا شديدا وحقد على عثمان فوجه عبد الله بن سعد وأمره أن يمضى إلى إفريقية وندب عثمان الناس إلى إفريقية فخرج إليها عشرة آلاف من قريش والأنصار والمهاجرين (قال الواقدي) وحدثني أسامة بن زيد الليثي عن ابن كعب قال لما وجه عثمان عبد الله بن سعد إلى إفريقية كان الذي صالحهم عليه بطريق إفريقية جرجير ألفي ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وعشرين ألف دينار فبعث ملك الروم رسولا وأمره أن يأخذ منهم ثلثمائة قنطار كما أخذ منهم عبد الله بن سعد فجمع رؤساء إفريقية فقال إن الملك قد أمرني أن آخذ منكم ثلثمائة قنطار ذهب مثل ما أخذ منكم عبد الله بن سعد فقالوا ما عندنا مال نعطيه فأما ما كان بأيدينا فقد افتدينا به أنفسنا وأما الملك فإنه سيدنا فليأخذ ما كان له عندنا من جائزة كما كنا نعطيه كل سنة فلما رأى ذلك أمر بحبسهم فبعثوا إلى قوم من أصحابهم فقدموا عليه فكسروا السجن فخرجوا وكان الذي صالحهم عليه عبد الله بن سعد ثلثمائة قنطار ذهبا فأمر به عثمان لآل الحكم قلت أو لمروان قال لا أدري * قال ابن عمرو حدثني أسامة بن زيد عن يزيد بن أبي حبيب قال نزع عثمان عمرو بن العاصي عن خراج مصر واستعمل عبد الله بن سعد على الخراج فتباغيا فكتب
(٣١٤)