إذا العرب العلياء جاشت بحورها * فخرنا على كل البحور الزواخر وقال أيوب بن العصية بن امرئ القيس لنحن سبقنا بالتنوخ القبائلا * وعمدا تنخنا حيث جاؤوا قنابلا وكنا ملوكا قد عززنا الأوائلا * وفي كل قرن قد ملكنا الحلائلا فلما كانت تلك الليلة ليلة الموعد من سلمى وحرملة وغالب وكليب والهرمزان يومئذ بين نهر تيري وبين دلث خرج سلمى وحرملة صبيحتها في تعبية وأنهضا نعيما ونعيما فالتقوا هم والهرمزان بين دلث ونهر تيري وسلمى بن القين على أهل البصرة ونعيم بن مقرن على أهل الكوفة فاقتتلوا فبينا هم في ذلك أقبل المدد من قبل غالب وكليب وأتى الهرمزان الخبر بأن مناذر ونهر تيري قد أخذتا فكسر الله في ذرعه وذرع جنده وهزمه وإياهم فقتلوا منهم ما شاءوا وأصابوا منهم ما شاؤوا واتبعوهم حتى وقفوا على شاطئ دجيل وأخذوا ما دونه وعسكروا بحيال سوق الأهواز وقد عبر الهرمزان جسر سوق الأهواز وأقام بها وصار دجيل بين الهرمزان وسلمى وحرملة ونعيم ونعيم وغالب وكليب (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن عبد الله بن المغيرة العبدي عن رجل من عبد القيس يدعى صحارا قال قدمت على هرم بن حيان فيما بين الدلوث ودجيل بجلال من تمر وكان لا يصبر عنه وكان جل زاده إذا تزود التمر فإذا فنى انتخب له مزاود من جلال وهم ينفرون فيحملها فيأكلها ويطعمها حيث ما كان من سهل أو جبل قالوا ولما دهم القوم الهرمزان ونزلوا بحياله من الأهواز رأى ما لا طاقة له به فطلب الصلح فكتبوا إلى عتبة بذلك يستأمرونه فيه وكاتبه الهرمزان فأجاب عتبة إلى ذلك على الأهواز كلها ومهرجان قذق ما خلا نهر تيري ومناذر وما غلبوا عليه من سوق الأهواز فإنه لا يرد عليهم ما تنقذنا وجعل سلمى بن القين على مناذر مسلحة وأمرها إلى غالب وحرملة على نهر تيري وأمرها إلى كليب فكانا على مسالح البصرة وقد هاجرت طوائف بني العم فنزلوا منازلهم من البصرة وجعلوا يتتابعون على ذلك وقد كتب بذلك عتبة إلى عمر ووفد وفدا (منهم) سلمى وأمره أن يستخلف على عمله وحرملة وكانا من الصحابة وغالب وكليب
(١٧٢)