وطلحة قالا لما اجتمع الرأي من طلحة والزبير وأم المؤمنين ومن بمكة من المسلمين على السير إلى البصرة والانتصار من قتلة عثمان رضي الله عنه خرج الزبير وطلحة حتى لقيا ابن عمر ودعواه إلى الخفوف فقال إني امرؤ من أهل المدينة فإن يجتمعوا على النهوض أنهض وإن يجتمعوا على القعود أقعد فتركاه ورجعا (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن سعيد بن عبد الله عن ابن أبي مليكة قال جمع الزبير بنيه حين أراد الرحيل فودع بعضهم وأخرج بعضهم وأخرج ابني أسماء جميعا فقال يا فلان أقم يا عمرو أقم فلما رأى ذلك عبد الله بن الزبير قال يا عروة أقم ويا منذر أقم فقال الزبير ويحك أستصحب ابني وأستمتع منهما فقال إن خرجت بهم جميعا فاخرج وإن خلفت منهم أحدا فخلفهما ولا تعرض أسماء للثكل من بين نسائك فبكى وتركهما فخرجوا حتى إذا انتهوا إلى جبال أوطاس تيامنوا وسلكوا طريقا نحو البصرة وتركوا طريقها يسارا حتى إذا دنوا منها فدخلوها ركبوا المنكدر (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن ابن الشهيد عن ابن أبي مليكة قال خرج الزبير وطلحة ففصلا ثم خرجت عائشة فتبعها أمهات المؤمنين إلى ذات عرق فلم ير يوم كان أكثر باكيا على الاسلام أو باكيا له من ذلك اليوم كان يسمى يوم النحيب وأمرت عبد الرحمن بن عتاب فكان يصلى بالناس وكان عدلا بينهم (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن محمد بن عبد الله عن يزيد بن معن السلمي قال لما تيامن عسكرها عن أوطاس أتوا على مليح بن عوف السلمي وهو مطلع ماله فسلم على الزبير وقال يا أبا عبد الله ما هذا قال عدى على أمير المؤمنين رضي الله عنه فقتل بلا ترة ولا عذر قال ومن قال الغوغاء من الأمصار ونزاع القبائل وظاهرهم الاعراب والعبيد قال فتريدون ماذا قال ننهض الناس فيدرك بهذا الدم لئلا يبطل فإن في إبطاله توهين سلطان الله بيننا أبدا إذا لم يفطم الناس عن أمثالها لم يبق إمام إلا قتله هذا الضرب قال والله إن ترك هذا لشديد ولا تدرون إلى أين ذلك يسير فودع كل واحد منهما صاحبه وافترقا ومضى الناس
(٤٧٨)