الامر فقال لهم إنكم قد اختلفتم إلي وأتيتم وإني قائل لكم قولا إن قبلتموه قبلت أمركم وإلا فلا حاجة لي فيه قالوا ما قلت من شئ قبلناه إن شاء الله فجاء فصعد المنبر فاجتمع الناس إليه فقال اني قد كنت كارها لامركم فأبيتم إلا أن أكون عليكم إلا وأنه ليس لي أمر دونكم إلا أن مفاتيح مالكم معي ألا وإنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم رضيتم قالوا نعم قال اللهم اشهد عليهم ثم بايعهم على ذلك قال أبو بشير وأنا يومئذ عند منبر رسول اله صلى الله عليه وسلم قائم أسمع ما يقول * وحدثني غمر بن شبة قال حدثنا علي بن محمد قال أخبرنا أبو بكر الهذلي عن أبي الميح قال لما قتل عثمان رضي الله عنه خرج علي إلى السوق وذلك يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فاتبعه الناس وبهشوا في وجهه فدخل حائط بني عمرو ابن مبذول وقال لأبي عمرة بن عمرو بن محصن أغلق الباب فجاء الناس فقرعوا الباب فدخلوا فيهم طلحة والزبير فقالا يا علي ابسط يدك فبايعه طلحة والزبير فنظر حبيب بن ذؤيب إلى طلحة حين بايع فقال أول من بدأ البيعة يد شلاء لا يتم هذا الامر وخرج علي إلى المسجد فصعد المنبر وعليه إزار وطاق وعمامة خز ونعلاه في يده متوكئا على قوس فبايعه الناس وجاؤا بسعد فقال علي بايع قال لا أبايع حتى يبايع الناس والله ما عليك مني بأس قال خلوا سبيله وجاؤا بابن عمر فقال بايع قال لا أبايع حتى يبايع الناس قال ائتني بحميل قال لا أرى حميلا قال الأشتر حل عني أضرب عنقه قال علي دعوه أنا حميله إنك ما علمت لسيئ الخلق صغيرا وكبيرا * حدثني محمد بن سنان القزاز قال حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا هشيم قال أخبرنا حميد عن الحسن قال رأيت الزبير بن العوام بايع عليا في حش من حشان المدينة * وحدثني أحمد بن زهير قال حدثني أبي قال حدثنا وهب بن جرير قال سمعت أبي قال سمعت يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال بايع الناس علي بن أبي طالب فأرسل إلى الزبير وطلحة فدعاهما إلى البيعة فتلكأ طلحة فقال مالك الأشتر وسل سيفه والله لتبايعن أو لأضربن به ما بين عينيك فقال طلحة وأين المهرب عنه فبايعه وبايعه الزبير والناس وسأل طلحة والزبير أن يؤمرهما على الكوفة
(٤٥١)