تجشم دوني وفد قرحان خطة * تضل لها الوجناء وهي حسير فباتوا سباعا ناعمين كأنما * حباهم ببيت المرزبان أمير فكلبكم لا تتركوا فهوامكم * فإن عقوق الأمهات كبير فاستعدوا عليه عثمان فأرسل إليه فعزروه وحبسه كما كان يصنع بالمسلمين فاستثقل ذلك فما زال في الحبس حتى مات فيه وقال في الفتك يعتذر إلى أصحابه هممت ولم أفعل وكدت وليتني * فعلت ووليت البكاء حلائله وقائلة قد مات في السجن ضابي * ألا من لخصم لم يجد من يجادله وقائلة لا يبعد الله ضابئا * فنعم الفتى تخلو به وتحاوله فلذلك صار عمير بن ضابي سبائيا (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن المستنير عن أخيه قال والله ما علمت ولا سمعت بأحد غزا عثمان رضي الله عنه ولا ركب إليه إلا قتل لقد اجتمع بالكوفة نفر فيهم الأشتر وزيد بن صوحان وكعب بن ذي الحبكة وأبو زينب وأبو مورع وكميل بن زياد وعمير بن ضابئ فقالوا لا والله لا يرفع رأس ما دام عثمان على الناس فقال عمير بن ضابئ وكميل ابن زياد نحن نقتله فركبا إلى المدينة فأما عمير فإنه نكل عنه وأما كميل بن زياد فإنه جسر وثاوره وكان جالسا يرصده حتى أتى عليه عثمان فوجأ عثمان وجهه فوقع على استه وقال أوجعتني يا أمير المؤمنين قال أو لست بفاتك قال لا والله الذي لا إله إلا هو فحلف وقد اجتمع عليه الناس فقالوا نفتشه يا أمير المؤمنين فقال لا قد رزق الله العافية ولا أشتهي أن أطلع منه على غير ما قال وقال إن كان كما قلت يا كميل فاقتد مني وجثا فوالله ما حسبتك ألا تريدني وقال إن كنت صادقا فأجزل الله وإن كنت كاذبا فأذل الله وقعد له على قدميه وقال دونك قال قد تركت فبقيا حتى أكثر الناس في نجائهما فلما قدم الحجاج قال من كان من بعث المهلب فليواف مكتبه ولا يجعل على نفسه سبيلا فقام إليه عمير وقال إني شيخ ضعيف ولى ابنان قويان فأخرج أحدهما مكاني أو كليهما فقال من أنت قال أنا عمير بن ضابئ فقال والله لقد عصيت الله عز وجل منذ أربعين سنة ووالله لأنكلن بك
(٤٣١)