تفقأ عينك ففعل الرسول فقال المغيرة بشرتني بخير وأجر ولولا أن أجاهد بعد اليوم أشباهكم من المشركين لتمنيت أن الأخرى ذهبت أيضا فرآهم يضحكون من مقالته ويتعجبون من بصيرته فرجع إلى الملك بذلك فقال أطيعوني يا أهل فارس وإني لارى لله فيكم نقمة لا تستطيعون ردها عن أنفسكم وكانت خيولهم تلتقي على القنطرة لا تلتقي الا عليها فلا يزالون يبدؤن المسلمين والمسلمون كافون عنهم الثلاثة الأيام لا يبدءونهم فإذا كان ذلك منهم صدوهم وردعوهم (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن محمد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال كان ترجمان رستم من أهل الحيرة يدعى عبود (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن مجالد عن الشعبي وسعيد بن المرزبان قالا دعا رستم بالمغيرة فجاء حتى جلس على سريره ودعا رستم ترجمانه وكان عربيا من أهل الحيرة يدعى عبود فقال له المغيرة ويحك يا عبود أنت رجل عربي فأبلغه عني إذا أنا تكلمت كما تبلغني عنه فقال له رستم مثل مقالته وقال له المغيرة مثل مقالته إلى إحدى ثلاث خلال إلى الاسلام ولكم فيه ما لنا وعليكم فيه ما علينا ليس فيه تفاضل بيننا أو الجزية عن يد وأنتم صاغرون قال ما صاغرون قال أن يقوم الرجل منكم على رأس أحدنا بالجزية يحمده أن يقبلها منه إلى آخر الحديث والاسلام أحب إلينا منهما (كتب إلى السري) عن شعيب عن سيف عن عبيدة عن شقيق قال شهدت القادسية غلاما بعد ما احتملت فقدم سعد القادسية في اثنى عشر ألفا وبها أهل الأيام فقدمت علينا مقدمات رستم ثم زحف إلينا في ستين ألفا فلما أشرف رستم على العسكر قال يا معشر العرب ابعثوا إلينا رجلا يكلمنا ونكلمه فبعث إليه المغيرة بن شعبة ونفرا فلما أتوا رستم جلس المغيرة على السرير فنخر أخو رستم فقال المغيرة لا تنخر فما زادني هذا شرفا ولا نقص أخاك فقال رستم يا مغيرة كنتم أهل شقاء حتى بلغ وإن كان لكم أمر سوى ذلك فأخبرونا ثم أخذ رستم سهما من كنانته وقال لا تروا ان هذه المغازل تغنى عنكم شيئا فقال المغيرة مجيبا له فذكر النبي صلى الله عليه وسلم فكان مما رزقنا الله على يديه حبة تنبت في أرضكم هذه فلما أذقناها عيالنا قالوا لا صبر لنا عنها فجئنا
(٣٨)