الدار والايمان أن يحسن إلى محسنهم وأن يعفو عن مسيئهم وأوصى الخليفة من بعدي بالعرب فإنها مادة الاسلام أن يؤخذ من صدقاتهم حقها فتوضع في فقرائهم وأوصى الخليفة من بعدي بذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم اللهم هل بلغت تركت الخليفة من بعدي على أنقى من الراحة يا عبد الله بن عمر أخرج فانظر من قتلني فقال يا أمير المؤمنين قتلك أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل سجد لله سجدة واحدة يا عبد الله بن عمر اذهب إلى عائشة فسلها أن تأذن لي أن أدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر يا عبد الله بن عمر ان اختلف القوم فكن مع الأكثر وان كانوا ثلاثة وثلاثة فاتبع الحزب الذي فيه عبد الرحمن يا عبد الله ائذن للناس قال فجعل يدخل عليه المهاجرين والأنصار فيسلمون عليه ويقول لهم اعن ملاء منكم كان هذا فيقولون معاذ الله قال ودخل في الناس كعب فلما نظر إليه عمر أنشأ يقول فأوعدني كعب ثلاثا أعدها * ولا شك أن القول ما قال لي كعب وما بي حذار الموت إني لميت * ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب قال فقيل له يا أمير المؤمنين لو دعوت الطبيب قال فدعى طبيب من بني الحارث ابن كعب فسقاه نبيذا فخرج النبيذ مشكلا قال فاسقوه لبنا قال فخرج اللبن أبيض فقيل له يا أمير المؤمنين أعهد قال قد فرغت قال ثم توفى ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة 23 قال فخرجوا به بكرة يوم الأربعاء فدفن في بيت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر قال وتقدم صهيب فصلى عليه وتقدم قبل ذلك رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وعثمان قال فتقدم واحد من عند رأسه والآخر من عند رجليه فقال عبد الرحمن لا إله إلا الله ما أحرصكما على الامرة أما علمتما أن أمير المؤمنين قال ليصل بالناس صهيب فتقدم صهيب فصلى عليه قال ونزل في قبره الخمسة (قال أبو جعفر) وقد قيل إن وفاته كانت في غرة المحرم سنة 24
(٢٦٥)