الزينبي أبو الفرخان في أهل الري حتى انضم إليه وأقبل اسفندياذ أخو رستم في أهل آذربيجان حتى انضم إليه وتحصن أمراء مسالح دستبي وبعثوا إلى نعيم بالخبر فاستخلف يزيد بن قيس وخرج إليهم في الناس حتى نزل عليهم بواج الروذ فاقتتلوا بها قتالا شديدا وكانت وقعة عظيمة تعدل نهاوند ولم تكن دونها وقتل من القوم مقتلة عظيمة لا يحصون ولا تقصر ملحمتهم من الملاحم الكبار وقد كانوا كتبوا إلى عمر باجتماعهم ففزع منها واهتم بحربها وتوقع ما يأتيه عنهم فلم يفجأه إلا البريد بالبشارة فقال أبشير فقال بل عروة فلما ثنى عليه أبشير فطن فقال بشير فقال عمر رسول نعيم قال رسول نعيم قال الخبر قال البشرى بالفتح والنصر وأخبره الخبر فحمد الله وأمر بالكتاب فقرئ على الناس فحمدوا الله ثم قدم سماك بن محرمة وسماك بن عبيد وسماك بن خرشة في وفود من وفود أهل الكوفة بالأخماس على عمر فنسبهم فانتسب له سماك وسماك وسماك فقال بارك الله فيكم اللهم أسمك بهم الاسلام وأيدهم بالاسلام فكانت دستبي من همذان ومسالحها إلى همذان حتى رجع الرسول إلى نعيم بن مقرن بجواب عمر بن الخطاب أما بعد فاستخلف على همذان وأمد بكير بن عبد الله بسماك بن خرشة وسر حتى تقدم الري فتلقى جمعهم ثم أقم بها فإنها أوسط تلك البلاد واجمعها لما تريد فأقر نعيم يزيد بن قيس الهمداني على همذان وسار من واج الروذ بالناس إلى الري وقال نعيم في واج الروذ لما أتاني أن موتا ورهطه * بني باسل جروا جنود الأعاجم نهضت إليهم بالجنود مساميا * لأمنع منهم ذمتي بالقواصم فجئنا إليهم بالحديد كأننا * جبال تراءى من فروع القلاسم فلما لقيناهم بها مستفيضة * وقد جعلوا يسمون فعل المساهم صدمناهم في واج روذ بجمعنا * غداة رميناهم بإحدى العظائم فما صبروا في حومة الموت ساعة * لحد الرماح والسيوف الصوارم كأنهم عند انبثاث جموعهم * جدار تشظى لبنه للهوادم
(٢٣٠)