الشر قال التمادي قال فأخبرني هل ينفع البر بعد الفجور قال نعم التوبة تغسل الحوبة والحسنات يذهبن السيئات وإذا ذكر العبد ربه عند الرخاء أغاثه عند البلاء قال العامري وكيف ذلك يا ابن عبد المطلب قال ذلك بان الله يقول لا وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا أجمع له أبدا خوفين إن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع فيه عبادي عندي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق وإن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع فيه عبادي لميقات يوم معلوم فيدوم له خوفه قال يا ابن عبد المطلب أخبرني إلى ما تدعو قال أدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن تخلع الأنداد وتكفر باللات والعزى وتقر بما جاء من الله من كتاب أو رسول وتصلى الصلوات الخمس بحقائقهن وتصوم شهرا من السنة وتؤدى زكاة مالك يطهرك الله بها ويطيب لك مالك وتحج البيت إذا وجدت إليه سبيلا وتغتسل من الجنابة وتؤمن بالموت وبالبعث بعد الموت وبالجنة والنار قال يا ابن عبد المطلب فإذا فعلت ذلك فمالي قال النبي صلى الله عليه وسلم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء من تزكى قال يا ابن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شئ فإنه يعجبني الوطاءة من العيش قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم النصر والتمكن في البلاد قال فأجاب وأناب * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان الكلاعي أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال نعم أنا دعوة أبى إبراهيم وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي انه خرج منها نور أضاء لها قصور بصرى من أرض الشام واسترضعت في بنى سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا فأخذاني فشقا بطني ثم استخرجا منه قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا بطني وقلبي بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بمائة من أمته فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بألف
(٥٧٨)