خبرك قالت فلم تدعني حتى أخبرتها الخبر قالت فتخوفت عليه الشيطان قالت فقلت نعم قالت كلا والله ما للشيطان عليه سبيل وإن لبنى لشأنا أفلا أخبرك خبره قالت قلت بلى قالت رأيت حين حملت به أنه خرج منى نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الش \ ام ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف منه ولا أيسر منه ثم وقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء دعيه عنك وانطلقي راشدة * حدثنا نصر بن عبد الرحمن الأزدي قال حدثنا محمد بن يعلى عن عمرو بن صبيح عن ثور بن يزيد الشامي عن مكحول الشامي عن شداد بن أوس قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل شيخ من بنى عامر وهو مدره قومه وسيدهم من شيخ كبير يتوكأ على عصا فمثل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قائما ونسبه إلى جده فقال يا ابن عبد المطلب انى أنبئت انك تزعم انك رسول الله إلى الناس أرسلك بما أرسل به إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء ألا وانك فوهت بعظيم وانما كانت الأنبياء والخلفاء في بيتين من بني إسرائيل وأنت ممن يعبد هذه الحجارة والأوثان فمالك وللنبوة ولكن لكل قول حقيقة فانبئنى بحقيقة قولك وبدء شأنك قال فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم بمسئلته ثم قال يا أخا بنى عامر إن لهذا الحديث الذي تسألني عنه نبأ ومجلسا فاجلس فثنى رجليه ثم برك كما يبرك البعير فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث فقال يا أخا بنى عامر ان حقيقة قولي وبدء شأني انى دعوة أبى إبراهيم وبشرى أخي عيسى ابن مريم وانى كنت بكرامى وانها حملت بي كأثقل ما تحمل وجعلت تشتكى إلى صواحبها ثقل ما تجد ثم إن أمي رأت في المنام ان الذي في بطنها نور قالت فجعلت اتبع بصرى النور والنور يسبق بصرى حتى أضاءت لي مشارق الأرض ومغاربها ثم إنها ولدتني فنشأت فلما أن نشأت بغضت إلى أوثان قريش وبغض إلى الشعر وكنت مسترضعا في بنى ليث بن بكر فبينا انا ذات يوم منتبذ من أهلي في بطن واد مع اتراب لي من الصبيان نتقاذف بيننا بالجلة إذ أتانا رهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئ ثلجا
(٥٧٥)