فلما رأى البنيان تم سحوقه * وآض كمثل الطودذى الباذخ الصعب فاتهمه من بعد حرش وحقبة * وقد هره أهل المشارق والغرب وظن سنمار به كل حبرة * وفاز لديه بالمودة والقرب فقال اقذفوا بالعلج من فوق برجه * فهذا لعمر الله من أعجب الخطب وما كان لي عند ابن جفنة فاعلموا * من الذنب ما آلى يمينا على كلب ليلتمسن بالخيل عقر بلادهم * تجلل أبيت اللعن من قولك المزبى ودون الذي منى منى ابن جفنة نفسه * رجال يردون الظلوم عن الشعب وقد رامنا من قبلك المرء حارث * فغودر مسلولا لدا اأكم الصهب قال هشام وكان النعمان هذا قد غزا الشأم مرارا وأكثر المصائب في أهلها وسبى وغنم وكان من أشد الملوك نكاية في عدوه وأبعدهم مغارا فيهم وكان ملك فارس جعل معه كتيبتين يقال لاحداهما دوسر وهي لتنوخ وللأخرى الشهباء وهى لفارس وهما اللتان يقال لهما القبيلتان فكان يغزو بهما بلاد الشأم ومن لم يدن له من العرب قال فذكر لنا والله أعلم أنه جلس يوما في مجلسه من الخورنق فأشرف منه على النجف وما يليه من البساتين والنخل والجنان والأنهار مما يلي المغرب وعلى الفرات مما يلي المشرق وهو على متن النجف في يوم من أيام الربيع فأعجبه ما رأى من الخضرة والنور والأنهار فقال لوزيره وصاحبه هل رأيت مثل هذا المنظر قط فقال لا لو كان يدوم قال فما الذي يدوم قال ما عند الله في الآخرة قال فبم ينال ذاك قال بترك الدنيا وعبادة الله والتماس ما عنده فترك ملكه من ليلته ولبس المسوح وخرج مستخفيا هاربا لا يعلم به وأصبح الناس لا يعلمون بحاله فحضروا بابه فلم يؤذن لهم عليه كما كان يفعل فلما أبطأ الاذن عليهم سألوا عنه فلم يجدوه وفى ذلك يقول عدى بن زيد العبادي وتفكر رب الخورنق إذ أشرف * يوما وللهدى تبصير سره حاله وكثرة ما يملك * والبحر معرض والسدير
(٥٠٠)