وتواثقوا على صرف الملك عن ولد يزدجرد لذلك وسألوا المنذر أن لا يجبرهم في أمر الملك على ما يكرهونه فوعى المنذر ما بثوا من ذلك وقال لبهرام أنت أولى بإجابة القوم منى فقال بهرام إني لست أكذبكم معشر المتكلمين في شئ مما نسبتم إليه يزدجرد لما استقر عندي من ذلك ولقد كنت زاريا عليه لسوء هديه ومتنكبا لطريقه ودينه ولم أزل أسأل الله أن يمن على بالملك فأصلح كل ما أفسد وأرأب ما صدع فان أتت لملكي سنة ولم أف لكم بهذه الأمور التي عددت لكم تبرأت من الملك طائعا وقد أشهدت بذلك على الله وملائكته وموبذان موبذ وليكن هو فيها حكما بيني وبينكم وأنا مع الذي بينت على ما أعلمكم من رضاي بتمليككم من تناول التاج الزينة من بين أسدين ضاريين مشبلين فهو الملك فلما سمع القوم مقالة بهرام هذه وما وعد من نفسه استبشروا بذلك انبسطت آمالهم وقالوا فيما بينهم إنا لسنا نقدر على رد قول بهرام مع انا ان تممنا على صرف الملك عنه نتخوف أن يكون في ذلك هلاكنا لكثرة من استمد واستجاش من العرب ولكنا نمتحنه بما عرض علينا مما لم يدعه إليه إلا ثقة بقوته وبطشه وجرأته فان يكن على ما وصف به نفسه فليس لنا رأى إلا تسليم الملك إليه والسمع والطاعة له وأن يهلك ضعفا ومعجزة فنحن من هلكته برآء ولشره وغائلته آمنون وتفرقوا على هذا الرأي فعاد بهرام بعد أن تكلم بهذا الكلام وجلس كمجلسه الذي كان فيه بالأمس وحضره من كان يحاده فقال لهم إما أن تجيبوني فيما تكلمت أمس وإما أن تسكتوا باخعين لي بالطاعة فقال القوم أما نحن فقد اخترنا لتدبير الملك كسرى ولم نر منه إلا ما نحب ولكنا قد رضينا مع ذلك أن يوضع التاج والزينة كما ذكرت بين أسدين وتتنازعانهما أنت وكسرى فأيكما تناولها من بينهما سلمنا له الملك فرضى بهرام بمقالتهم فاتى بالتاج والزينة موبذان موبذ الموكل كان بعقد التاج على رأس كل ملك يملك فوضعهما في ناحية وجاء بسطام اصبهبذ بأسدين ضاريين مجوعين مشبلين فوقف أحدهما عن جانب الموضع الذي وضع فيه التاج والزينة والآخر بحذائه وأرخى وثاقهما ثم قال بهرام لكسرى دونك التاج
(٥٠٥)