أبو بكر بن عياش عن أبي سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم * وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خلق الله النور يوم الأربعاء حدثني بذلك القاسم بن بشر والحسين بن علي قالا حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله ابن رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خلق الله عز وجل النور يوم الأربعاء * وأي ذلك كان فقد خلق الله قبل خلقه إياهما خلقا كثيرا غيرهما ثم خلقهما عز وجل لما هو أعلم به من مصلحة خلقه فجعلهما دائبي الجري ثم فصل بينهما فجعل أحدهما آية الليل والآخر آية النهار فمحا آية الليل وجعل آية النهار مبصرة وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبب اختلاف حالتي آية الليل وآية النهار أخبار أنا ذاكر منها بعض ما حضرني ذكره وعن جماعة من السلف أيضا نحو ذلك، فمما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما حدثني محمد بن أبي منصور الآملي حدثنا خلف بن واصل قال حدثنا عمر ابن صبيح أبى نعيم البلخي عن مقاتل بن حيان عبد الرحمن بن أبزى عن أبي ذر الغفاري قال كنت آخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتماشى جميعا نحو المغرب وقد طفلت الشمس فما زلنا ننظر إليها حتى غابت قال قلت يا رسول الله أين تغرب قال تغرب في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول يا رب من أين تأمرني أن أطلع أمن مغربي أم من مطلعي؟
قال فذلك قوله عز وجل (والشمس تجرى لمستقر لها) حيث تحبس تحت العرش (ذلك تقدير العزيز العليم) قال يعنى ذلك صنع الرب العزيز في ملكه العليم بخلقه * قال فيأتيها جبرائيل عليه السلام بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف أو قصره في الشتاء أو ما بين ذلك في الخريف والربيع قال فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم ينطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطالعها قال النبي صلى الله عليه وسلم فكأنها قد حبست