في ستة أيام إلى غير المعروف من معاني الأيام وأمر الله عز وجل إذا أراد شيئا أن يكونه أنفذ وأمضى من أن يوصف بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام مقدارهن ستة آلاف عام من أعوام الدنيا وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وذلك كما قال ربنا تبارك وتعالى (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) * قيل له قد قلنا فيما تقدم من كتابنا هذا أنا إنما نعتمد في معظم ما نرسمه في كتابنا هذا على الآثار والاخبار عن نبينا صلى الله عليه وسلم وعن السلف الصالحين قبلنا دون الاستخراج بالعقول والفكر إذ أكثره خبر عما مضى من الأمور عما هو كائن من الاحداث وذلك غير مدرك علمه بالاستنباط والاستخراج بالعقول * فإن قال فهل من حجة على صحة ذلك من جهة الخبر * قيل ذلك مالا نعلم قائلا من أئمة الدين قال خلافه * فان قال فهل من رواية عن أحد منهم بذلك قبل علم ذلك عند أهل العلم من السلف كان أشهر من أن يحتاج فيه إلى رواية منسوبة إلى شخص منهم بعينه وقد روى ذلك عن جماعة منهم مسمين بأعيانهم * فإن قال فاذكر هم لنا * قيل * حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عيينة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال خلق الله السماوات والأرض في ستة أيام فكل يوم من هذه الأيام كألف سنة مما تعدون أنتم * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس (في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) قال الستة الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض * حدثنا عبد ة حدثني الحسين بن الفرج قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله " في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون " يعنى هذا اليوم من الأيام الستة التي خلق الله فيهن السماوات والأرض وما بينهما * حدثني المثنى حدثنا على عن المسيب بن شريك عن أبي روق عن الضحاك وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام قال من أيام الآخرة كل يوم مقداره ألف سنة ابتدأ في الخلق يوم الأحد واجتمع الخلق يوم الجمعة * حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن كعب قال
(٤٠)