الأردن إلى الأرض التي أعطاها بني إسرائيل ووعدها إياهم وأن يوشع جد في ذلك ووجه إلى أريحا من تعرف خبرها ثم سار ومعه تابوت الميثاق حتى عبر الأردن وصار له ولأصحابه فيه طريق فأحاط بمدينة أريحا ستة أشهر فلما كان السابع نفخ في القرون وضج الشعب ضجة واحدة فسقط سور المدينة فأباحوها وأحرقوها وما كان فيها ما خلا الذهب الفضة وآنية النحاس والحديد فإنهم أدخلوه بيت المال ثم إن رجلا من بني إسرائيل غل شيئا فغضب الله عليهم وانهزموا فجزع يوشع جزعا شديدا فأوحى الله إلى يوشع أن يقرع بين الأسباط ففعل حتى انتهت القرعة إلى الرجل الذي غل فاستخرج غلوله من بيته فرجمه يوشع وأحرق كل ما كان له بالنار وسموا الموضع باسم صاحب الغلول وهو عاحر فالموضع إلى هذا اليوم غور عاحر ثم نهض بهم يوشع إلى ملك عايى وشعبه فارشدهم الله إلى حربه وأمر يوشع أن يكمن لهم كمينا ففعل وغلب على عايى وصلب ملكها على خشبة وأحرق المدينة وقتل من أهلها اثنى عشر ألفا من الرجال والنساء واحتال أهل عماق جبعون ليوشع حتى جعل لهم أمانا فلما ظهر على خديعتهم دعا الله عليهم ان يكونوا حطابين وسقائين فكانوا كذلك وان يكونون بازق ملك اورشلم يتصدق ثم ارسل ملوك الأرمانيين وكانوا خمسة بعضهم إلى بعض وجمعوا كلهم على جبعون فاستنجد أهل جبعون يوشع فأنجدهم وهزموا أولئك الملوك حتى حذروهم إلى هبطة حوران ورماهم الله بأحجار البرد فكان من قتله البرد أكثر ممن قتله بنو إسرائيل بالسيف وسأل يوشع الشمس أن تقف والقمر ان يقوم حتى ينتقم من أعدائه قبل دخول السبت ففعلا ذلك وهرب الخمسة ملوك فاختفوا في غار فأمر يوشع بسد باب الغار حتى فرغ من الانتقام من أعدائه ثم أمر بهم فأخرجوا فقتلهم وصلبهم ثم أنزلهم من الخشب وطرحهم في الغار الذي كانوا فيه وتتبع سائر الملوك بالشام فاستباح منهم أحدا وثلاثين ملكا وفرق الأرض التي غلب عليها ثم مات يوشع فلما مات دفن في جبل افراييم وقام بعده سبط يهوذا وسبط شمعون بحرب الكنعانيين فاستباحوا حريمهم وقتلوا منهم عشرة آلاف ببازق
(٣١١)