قولي وقال يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين فارعوى موسى وقال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين وأقبل على قومه فقال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا إلى قوله عجلا جسدا له خوار فأقبل على السامري فقال ما خطبك يا سامري قال بصرت بما لم يبصروا به إلى قوله وسع كل شئ علما ثم أخذ الألواح يقول الله (وأخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون) * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن صدقة بن يسار عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال كان الله تعالى قد كتب لموسى فيها موعظة وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة فلما ألقاها رفع الله ستة أسباعها وأبقى سبعا يقول الله عز وجل وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ثم أمر موسى بالعجل فأحرق حتى رجع رمادا ثم أمر به فقذف في البحر * قال ابن إسحاق فسمعت بعض أهل العلم يقول إنما كان إحراقه سحله ثم ذراه في البحر والله أعلم ثم اختار موسى منهم سبعين رجلا الخير فالخير وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه مما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم فخرج بهم إلى طور سينا لميقات وقته له ربه وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم فقال له السبعون فيما ذكر لي حين صنعوا ما أمرهم به وخرجوا معه للقاء ربه اطلب لنا نسمع كلام ربنا فقال أفعل فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه عمود الغمام حتى تغشى الجبل كله ودنا موسى فدخل فيه وقال للقوم ادنوا وكان موسى إذا كلمه وقع على جبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه فضرب دونه بالحجاب ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجودا فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه افعل ولا تفعل فلما فرغ إليه من أمره انكشف عن موسى الغمام فأقبل إليهم فقالوا لموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الرجفة وهى الصاعقة فانفلتت أرواحهم فماتوا جميعا * وقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه يقول رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي قد سفهوا فيهلك من ورائي من بني إسرائيل بما فعل السفهاء منا إن هذا لهم هلاك
(٣٠٠)