الله بعث يوشع نبيا بعد ان انقضت الأربعون سنة فدعا بني إسرائيل فأخبرهم أنه نبي الله وان الله قد أمره أن يقاتل الجبارين فبايعوه وصدقوه وانطلق رجل من بني إسرائيل يقال له بلعم وكان عالما يعلم الاسم الأعظم المكتوم فكفر وأتى الجبارين فقال لا ترهبوا بني إسرائيل فانى إذا خرجتم تقاتلونهم أدعو عليهم دعوة فيهلكون فكان عندهم فيما شاء من الدنيا غير أنه ان لا يستطيع أن يأتي النساء من عظمهن فكان ينكح أتانا له وهو الذي يقول الله عز وجل واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا * أي فبصر فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين إلى قوله ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فكان بلعم يلهث كما يلهث الكلب فخرج يوشع يقاتل الجبارين في الناس وخرج بلعم مع الجبارين على أتانه وهو يريد أن يلعن بني إسرائيل فكلما أراد أن يدعو على بني إسرائيل جاء على الجبارين فقال الجبارون إنك انما تدعو علينا فيقول انما أردت بني إسرائيل فلما بلغ باب المدينة أخذ ملك بذنب الأتان فامسكها وجعل يحركها فلا تتحرك فلما أكثر ضربها تكلمت فقالت أنت تنكحني بالليل وتركبني بالنهار ويلي منك ولو أنى أطقت الخروج لخرجت بك ولكن هذا الملك يحبسني فقاتلهم يوشع يوم الجمعة قتالا شديدا حتى أمسوا وغربت الشمس ودخل السبت فدعا الله فقال للشمس انك في طاعة الله وأنا في طاعة الله اللهم أردد على الشمس فردت عليه الشمس فزيد له في النهار يومئذ ساعة فهزم الجبارين واقتحموا عليهم يقتلونهم فكانت العصابة من بني إسرائيل يجتمعون على عنق الرجل يضربونها لا يقطعونها وجمعوا غنائمهم وأمرهم يوشع أن يقربوا الغنيمة فقربوها فلم تنزل النار تأكلها فقال يوشع يا بني إسرائيل إن لله عز وجل عندكم طلبة هلموا فبايعوني فبايعه فلصقت يد رجل منهم بيده فقال هلم ما عندك فأتاه برأس ثور من ذهب مكلل بالياقوت والجوهر كان قد غله فجعله في القربان وجعل الرجل معه فجاءت النار فأكلت الرجل والقربان * وأما أهل التوراة فإنهم يقولون هلك هارون وموسى في التيه وإن الله أوحى إلى يوشع بعد موسى وأمره أن يعبر
(٣١٠)