بسرج الأرجوان قد لبس ثيابا معصفرة قد حمل معه من الجواري بمثل هيئته وزينته على مثل برذونه ثلثمائة جارية وأربعة آلاف من أصحابه وقال بعضهم كان الذين حملهم على مثل هيئته وزينته من أصحابه سبعين ألفا * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن عثمان بن الأسود عن مجاهد فخرج على قومه في زينته قال على براذين بيض عليها سروج الأرجوان وعليهم المعصفرة فتمنى أهل الخسار من الذين خرج عليهم في زينته مثل الذي أوتيه فقالوا يا ليت لنا مثل ما أوتى قارون إنه لذو حظ عظيم فأنكر ذلك من قولهم عليهم أهل العلم بالله فقالوا لهم ويلكم أيها المتمنون مثل ما أوتى قارون اتقوا الله واعملوا بما أمركم الله به وانتهوا عما نهاكم عنه فإن ثواب الله وجزاءه أهل طاعته خير لمن آمن به وبرسله وعمل بما أمره به من صالح الأعمال يقول الله ولا يلقاها إلا الصابرون يقول لا يلقى قيل هذه الكلمة إلا الذين صبروا عن طلب زينة الحياة الدنيا وآثروا جزيل ثواب الله على صالح الأعمال على لذات الدنيا وشهواتها فعملوا له بما يوجب لهم ذلك * فلما عتا الخبيث وتمادى في غيه وبطر نعمه ابتلاه الله عز وجل من الفريضة في ماله والحق الذي ألزمه فيه بما ساق إليه شحه به أليم عقابه وصار به عبرة للغابرين وعظة للباقين * فحدثنا أبو كريب قال حدثنا جابر بن نوح قال أخبرنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس قال لما نزلت الزكاة أتى قارون موسى فصالحه على كل ألف دينار دينارا وعلى كل ألف درهم درهما وعلى كل ألف شئ شيئا أو قال وكل ألف شاة شاة * قال أبو جعفر الطبري أنا أشك قال ثم أتى بيته فحسبه فوجده كثيرا فجمع بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل إن موسى قد أمركم بكل شئ فأطعتموه وهو الآن يريد أن يأخذ أموالكم فقالوا له أنت كبيرنا وسيدنا فمرنا بما شئت فقال آمركم أن تجيئوا بفلانة البغى فتجعلوا لها جعلا فتقذفه بنفسها فدعوها فجعلوا لها جعلا على أن تقذفه بنفسها ثم أتى موسى فقال لموسى إن قومك قد اجتمعوا لتأمرهم وتنهاهم فخرج إليهم وهم في براح من الأرض فقال يا بني إسرائيل من سرق قطعنا يده ومن افترى جلدناه ثمانين ومن
(٣١٥)