ذكر من قال ذلك * حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدى بالاسناد الذي قد ذكرناه أن سارة قالت لإبراهيم تسر بهاجر فقد أذنت لك فوطئها فحملت بإسماعيل ثم إنه وقع على سارة فحملت بإسحاق فلما ولدته وكبر افتتل هو وإسماعيل فغضبت سارة على أم إسماعيل وغارت عليها فأخرجتها ثم إنها دعتها فأدخلتها * ثم غضبت أيضا فأخرجتها ثم أدخلتها وحلفت لتقطعن منها بضعة فقالت أقطع أنفها أقطع أذنها فيشينها ذلك ثم قالت لابل أخفضها فقطعت ذلك منها فاتخذت هاجر عند ذلك ذيلا تعفى به عن الدم فلذلك خفضت النساء واتخذت ذيولا ثم قالت لا تساكني في بلد وأوحى الله إلى إبراهيم أن يأتي مكة وليس يومئذ بمكة بيت فذهب بها إلى مكة وابنها فوضعهما وقالت له هاجر إلى من تركتنا ههنا ثم ذكر خبرها وخبر ابنها * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثنا عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد وغيره من أهل العلم أن الله عز وجل لما بوأ لإبراهيم مكان البيت ومعالم الحرم فخرج وخرج معه جبرائيل يقال كان لا يمر بقرية إلا قال بهذه أمرت يا جبرائيل فيقول جبرائيل أمضه حتى قدم به مكة وهى إذ ذاك عضاه سلم وسمر وبها أناس يقال لهم العماليق خارج مكة وما حولها والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة فقال إبراهيم لجبرائيل أههنا أمرت أن أضعهما قال نعم فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا فقال (رب إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم - إلى - لعلهم يشكرون) ثم انصرف إلى أهله بالشام وتركهما عند البيت قال فظمئ إسماعيل ظمئا شديدا فالتمست له أمه ماء فلم تجده فاستمعت هل تسع صوتا لتلتمس له شرابا فسمعت كالصوت عند الصفا فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئا ثم سمعت صوتا نحو المروة فأقبلت حتى قامت عليه فلم تر شيئا ويقال بل قامت على الصفا وتدعو الله وتستغيثه لإسماعيل * ثم عمدت إلى المروة ففعلت ذلك ثم أنها سمعت أصوات سباع الوادي نحو إسماعيل حيث تركته فأقبلت إليه تشتد
(١٧٨)