عرفت من أمر الله عز وجل ولما تعلم من قوم لوط فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب بابن وابن ابن فقالت وصكت وجهها قال ضربت على جبينها (يا ويلتي أألد وأنا عجوز) (عقيم - إلى قوله - إنه حميد مجيد) وكانت سارة يومئذ فيما ذكر لي بعض أهل العلم ابنة تسعين سنة وإبراهيم ابن عشرين ومائة سنة فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى بإسحاق ويعقوب ولد من صلب إسحاق وأمن ما كان يخاف قال الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ان ربى لسميع الدعاء * حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريح قال أخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال ألقى إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة وذبح إسحاق وهو ابن سبع سنين وولدته سارة وهى ابنة تسعين سنة وكان مذبحه من بيت إيليا على ميلين فلما علمت سارة بما أراد بإسحاق مرضت يومين وماتت اليوم الثالث وقيل ماتت سارة وهى ابنة مائة وسبع وعشرين سنة * حدثني موسى بن هارون قال حدثنا عمرو بن حماد قال حدثنا أسباط عن السدى قال بعث الله الملائكة لتهلك قوم لوط فأقبلت تمشى في صورة رجال شباب حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه فلما رآهم إبراهيم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبحه ثم شواه في الرضف وهو الحنيذ حين شواه وأتاهم فقعد معهم وقامت سارة تخدمهم فذلك حين يقول جل ثناؤه (وامرأته قائمة وهو جالس) في قراءة ابن مسعود فلما قربه إليهم قال ألا تأكلون قالوا يا إبراهيم انا لا نأكل طعاما لا بثمن قال فان لهذا ثمنا قالوا وما ثمنه قال تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبرائيل إلى ميكائيل فقال حق لهذا أن يتخذه ربه خليلا فلما رأى أيديهم لا تصل إليه يقول لا يأكلون فزع منهم وأوجس منهم خيفة فلما نظرت إليه سارة انه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت وقالت عجبا لاضيافنا هؤلاء انا نخدمهم بأنفسنا تكرمة لهم وهم لا يأكلون طعامنا
(١٧٥)