بالمؤتفكة وهى من السبع على مسيرة يوم وليلة وأقرب من ذلك فبعثه الله عزو جل نبيا وأقام إبراهيم فيما ذكر لي بالسبع فاحتفر به بئرا واتخذ به مسجدا فكان ماء تلك البئر معينا ظاهرا فكانت غنمه تردها ثم إن أهلها آذوه فيها ببعض الأذى فخرج منها حتى نزل بناحية من أرض فلسطين بين الرملة وإيليا ببلد يقال له قط أو قط فلما خرج من بين أظهرهم نضب الماء فذهب واتبعه أهل السبع حتى أدركوه وندموا على ما صنعوا وقالوا أخرجنا من بين أظهرنا رجلا صالحا فسألوه أن يرجع إليهم فقال ما أنا براجع إلى بلد أخرجت منه قالوا له فان الماء الذي كنت تشرب منه ونشرب معك منه قد نضب فذهب فأعطاهم سبع أعنز من غنمه فقال اذهبوا بها معكم فإنكم لو قد أوردتموها البئر قد ظهر الماء حتى يكون معينا ظاهرا كما كان فاشربوا منها فلا تغترفن منها امرأة حائض فخرجوا بالأعنز فلما وقفت على البئر ظهر إليها الماء فكانوا يشربون منها وهى على ذلك حتى أتت امرأة طامث فاغترفت منها فنكص ماؤها إلى الذي هو عليه اليوم ثم ثبت * قال وكان إبراهيم يضيف من نزل به وكان الله عز وجل قد أوسع عليه وبسط له في الرزق والمال والخدم فلما أراد الله عز وجل هلاك قوم لوط بعث إليه رسله يأمرونه بالخروج من بين أظهرهم وكانوا قد عملوا من الفاحشة ما لم يسبقهم به أحد من العالمين مع تكذيبهم نبيهم وردهم عليه ما جاءهم به من النصيحة من ربهم وأمرت الرسل ان ينزلوا على إبراهيم وان يبشروه وسارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فلما نزلوا على إبراهيم وكان الضيف قد حبس عنه خمس عشرة ليلة حتى شق ذلك عليه فيما يذكرون لا يضيفه أحد ولا يأتيه فلما رآهم سر هم رأى ضيفا لم يضفه مثلهم حسنا وجمالا فقال لا يخدم هؤلاء القوم أحد الا أنا بيدي فخرج إلى أهله فجاء كما قال الله عز وجل بعجل سمين قد حنذه والتحناذ الانضاج يقول الله جل ثناؤه (فجاء بعجل حنيذ) فقربه إليهم فأمسكوا أيديهم عنه فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة حين لم يأكلوا من طعامه قالوا لا تخف انا قد أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته سارة قائمة فضحكت لما
(١٧٤)