لم يبق إلا الخلجان نفسه * يا لك من يوم دهاني أمسه بثابت الوطئ شديد وطسه * لو لم يجئني جئته أجسه فقال له هود ويحك يا خلجان أسلم تسلم فقال له ومالي عند ربك أن أسلمت قال الجنة قال فما هؤلاء الذين أراهم في هذا السحاب كأنهم البخت قال هود تلك ملائكة ربى قال فإن أسلمت أيعيذني ربك منهم قال ويلك هل رأيت ملكا يعيذ من جنده قال لو فعل ما رضيت قال ثم جاءت الريح فألحقته بأصحابه أو كلاما هذا معناه * قال أبو جعفر فأهلك الله الخلجان وأفنى عادا خلا من بقى منهم ثم بادوا بعد ونجى الله هودا ومن آمن به وقيل كان عمر هود مائة سنة وخمسين سنة * حدثنا محمد ابن الحسين قال حدثنا أحمد بن المفضل قال حدثنا أسباط عن السدى قال (وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم أعبد وا الله ما لكم من إله غيره) أن عادا أتاهم هود فوعظهم وذكرهم بما قص الله في القرآن فكذبوه وكفروا وسألوه أن يأتيهم العذاب فقال لهم (إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به) وإن عادا أصابهم حين كفروا قحط من المطر حتى جهدوا لذلك جهدا شديدا وذلك أن هودا دعا عليهم فبعث الله عليهم الريح العقيم وهى الريح التي لا تلقح الشجر فلما نظروا إليها قالوا هذا عارض ممطرنا فلما دنت منهم نظروا إلى الإبل والرجال تطير بهم الريح بين السماء والأرض فلما رأوها تبادروا إلى البيوت فلما دخلوا البيوت دخلت عليهم فأهلكتهم فيها ثم أخرجتهم من البيوت فاصابتهم في يوم نحس والنحس هو المشؤم مستمر استمر عليهم بالعذاب سبع ليال وثمانية أيام حسوما حسمت كل شئ مرت به فلما أخرجتهم من البيوت قال الله تبارك وتعالى (تنزع الناس) عن البيوت (كأنهم أعجاز نخل منقعر) انقعر من أصوله خاوية خوت فسقطت فلما أهلكهم الله أرسل عليهم طيرا سودا فنقلتهم إلى البحر فألقتهم فيه فذلك قوله عز وجل (فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم) ولم تخرج الريح قط الا بمكيال الا يومئذ فإنها عتت على الخزنة فغلبتهم فلم يعلموا كم كان مكيالها فذلك قوله (فأهلكوا بريح صرصر عاتية) والصرصر ذات الصوت الشديد * حدثني محمد بن سهل
(١٥٧)