لبد فوجد لقمان في نفسه وهنا لم يكن يجده قبل ذلك فلما انتهى إلى الجبل رأى نسره واقعا من بين النسور فناداه انهض لبد فذهب لبد لينهض فلم يستطع عريت قوادمه وقد سقطت فماتا جميعا وقيل لقيل بن عنز حين سمع ما قيل له في السحاب اختر لنفسك كما اختار صاحباك فقال أختار ان يصيبني ما أصاب قومي فقيل إنه الهلاك قال لا أبالي لا حاجة لي في البقاء بعدهم فأصابه ما أصاب عادا من العذاب فهلك فقال مرثد بن سعد بن عفير حين سمع من قول الراكب الذي أخبر عن عاد بما أخبر من الهلاك عصت عاد رسولهم فأمسوا * عطاشا ما تبلهم السماء وسير وفدهم شهرا ليسقوا * فأردفهم مع العطش العماء بكفرهم بربهم جهارا * على آثار عادهم العفاء ألا نزع الاله حلوم عاد * فإن قلوبهم قفر هواء من الخبر المبين أن يعوه * وما تغنى النصيحة والشقاء فنفسي وابنتاي وأم ولدى * لنفس نبينا هود فداء أتانا والقلوب مصمدات * على ظلم وقد ذهب الضياء لنا صنم يقال له صمود * يقابله صداء والهباء فأبصره الذين له أنابوا * وأدرك من يكذبه الشقاء فإني سوف ألحق آل هود * وإخوته إذا جن المساء وقيل إن رئيسهم وكبيرهم في ذلك الزمان الخلجان * حدثني العباس بن الوليد قال حدثنا أبي عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق قال لما خرجت الريح على عاد من الوادي قال سبعة رهط منهم أحدهم الخلجان تعالوا حتى نقوم على شفير الوادي فنردها فجعلت الريح تدخل تحت الواحد منهم فتحمله ثم ترمى به فتندق عنقه فتتركهم كما قال الله عز وجل (صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية) حتى لم يبق منهم الا الخلجان فمال إلى الجبل فأخذ بجانب منه فهزه فاهتز في يده ثم أنشأ يقول
(١٥٦)