باب في ذكر محمد بن كرام أخبرت عن أحمد بن علي بن مهار الخوارزمي أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن محمشاذ حدثنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا خداش بن عبد الله الشامي عن أبيه عن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجئ في آخر الزمان رجل يقال له محمد بن كرام، يحيى السنة، والجماعة هجرته من خراسان إلى بيت المقدس، كهجرتي من مكة إلى المدينة ".
هذا حديث موضوع والمتهم به إسحاق بن محمشاذ. قال أحمد بن علي بن مهبار كان إسحاق بن محمشاذ كذابا يضع الحديث على مذهب الكرامية، وله كتاب مصنف في فضائل محمد بن كرام كله كذب موضوع. واعلم أن من شم ريح العلم يعلم أن هذه الأحاديث في مدح أبي حنيفة وابن كرام وذم الشافعي ونحوها موضوعة، غير أنا نخاف من عامي جاهل يقول هي في كتاب بإسناد، فلهذا يقدح في رواتها. واعلم أن ابن كرام أصله من نواحي سجستان وكان يتعبد ويتقشف فصدرت منه أقوال تركبت من شيئين: أحدهما الاعجاب بالنفس الموجب لترك مجالسة العلماء، والثاني التعلل المثير للماليخوليا، وكان يقول الايمان قول فمن أقر بلسانه فهو مؤمن حقا وإن اعتقد بقلبه الكفر في أشياء طريفة، فنفى إلى نيسابور فافتتن بتزهده جماعة فنفى، فمضى إلى بيت المقدس وكان يجالس الجويباري ومحمد ابن غنيم السعدي وكانا يضعان الحديث فيأخذ عنهما.