باب في شكوى العزبة أنبأنا عبد الأول بن عيسى حدثنا الداوودي أنبأنا ابن أعين السرخسي حدثنا إبراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرحيم بن هارون الواسطي حدثنا فايد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي أوفى قال: " والله إنا لجلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله أهلكني الشبق والجوع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أعرابي الشبق والجوع؟
قال: هو ذاك. قال: فاذهب فأول امرأة تلقاها ليس لها زوج فهي امرأتك.
قال الأعرابي: فدخلت نحل بنى النجار فإذا جارية تخترف في زبيل فقلت لها:
يا ذات الزبيل هل لك زوج؟ قالت: لا. قلت: انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فنزلت فانطلقت معها إلى منزلها. فقالت لأبيها: إن هذا الأعرابي أتاني وأنا أخترف في الزبيل فسألني: هل لك زوج. فقلت: لا.
فقال: انزلي فقد زوجنيك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فخرج أبو الجارية إلى الأعرابي، فقال له الأعرابي: ما ذات الزبيل منك؟ قال: ابنتي. قال: هل لها زوج؟ قال: لا. قال: فقد زوجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقت الجارية وأبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لها زوج؟ قال: لا. قال: فاذهب فأحسن جهازها ثم ابعث بها إليه. فانطلق أبو الجارية فجهز ابنته وأحسن القيام، ثم بعث معها بتمر ولبن، فجاءت به إلى بيت الأعرابي، فانصرف الأعرابي إلى بيته فرأى جارية مصنعة ورأى تمرا ولبنا، فقام إلى الصلاة، فلما طلع الفجر غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغدا أبو الجارية على ابنته فقالت: والله ما قربنا ولا قرب تمرنا ولا لبننا. فانطلق أبو الجارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فدعا الأعرابي فقال: يا أعرابي ما منعك أن تكون ألممت بأهلك؟