وأما حديث عائشة رضي الله عنها: فأنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا محمد بن أبي نصر الحميدي أنبأنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري حدثنا عبد الغني بن سعيد الحافظ حدثنا الحسن بن خضر حدثنا عبد الله ابن وهب حدثنا ابن أبي السرى حدثنا وهب بن زمعة القرشي عن هشام ابن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا عائشة إذا رددت السائل فلم يذهب فلا بأس أن تزبريه ".
قال عبد الغني الحافظ: وهب بن زمعة هو وهب بن وهب القاضي.
قال المصنف قلت: وقد ذكرنا فيما مضى من كتابنا أنه كان يضع الحديث.
ومن المصائب العظيمة في الدين تدليس الكذاب، فمن فعل هذا فقد خان الله ورسوله، وأتى ذنبا عظيما. وقد روى عبد الملك بن هارون بن عنترة من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال للمسكين أبشر فقد وجبت له الجنة ".
قال ابن عدى: هذا حديث باطل بهذا الاسناد. قال يحيى والسعدي:
عبد الملك كذاب. وقال أبو حاتم الرازي والنسائي: متروك.
باب لولا كذب السائل ما أفلح من رده فيه عن عبد الله بن عمرو وأبى أمامه وعائشة:
فأما حديث ابن عمرو فأنبأنا عبد الوهاب حدثنا ابن المظفر حدثنا العتيقي أنبأنا يوسف بن أحمد حدثنا العقيلي حدثنا أحمد بن الخليل الحريري حدثنا أحمد بن هانئ الضبعي حدثنا عبد الأعلى بن حسين بن ذكوان المعلم عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو صدق المساكين ما أفلح من ردهم ".