ابن أحمد الحافظ قال أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي قال حدثنا جعفر الصايغ قال حدثنا خالد بن يزيد أبو الهيثم قال حدثنا جبارة [جنادة] بن مغلس قال حدثنا مندل بن علي عن أبي نعيم عن محمد بن زياد السلمي عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع، وفى الكلام تنميق وزيادة ولا يؤمن على صاحبه فيه الخطأ، وفى الصمت سلامة وغنم. ومن العلماء من يخزن علمه ولا يحب أن يوجد عند غيره فذاك في الدرك الأول من النار. ومن العلماء من يكون في علمه بمنزلة السلطان فإن رد عليه شئ من قوله وتهون بشئ من حقه غضب فذاك في الدرك الثاني من النار. ومن العلماء من يجعل حديثه وغرائب علمه في أهل الشرف واليسار من الناس ولا يرى أهل الحاجة له أهلا، فذاك في الدرك الثالث من النار.
ومن العلماء من يستفزه الزهو والعجب فإن وعظ عنف وإن وعظ أنف فذاك في الدرك الرابع من النار. ومن العلماء من نصب نفسه للفتيا فيفتى بالخطأ والله يبغض المتكلفين فذاك في في الدرك الخامس من النار. ومن العلماء من يتعلم من اليهود والنصارى ليغزر علمه فذاك في الدرك السادس من النار. ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة ونبلا وذكرا في الناس فذاك في الدرك السابع من النار.
بالصمت فيه يغلب الشيطان، وإياك أن تضحك من غير عجب، أو تمشى في غير أرب ".
وأنبأنا بهذا الحديث محمد بن ناصر قال أبو سهل بن سعدويه قال أنبأنا أبو الفضل محمد بن الفضل القرشي قال أنبأنا أبو بكر بن مردويه قال حدثنا أحمد بن عبيد الله قال حدثنا علي بن الحسن بن سلم قال حدثنا أبو الأزهر النيسابوري قال حدثنا فردوس الكوفي قال حدثنا طلحة بن زيد الحمصي عن عمرو بن الحارث عن يزيد عن ابن أبي حبيب عن أبي يوسف المعافري عن معاذ ابن جبل فذكره بمعناه موقوفا ولم يرفعه.