واللحية عليه طمران من صوف. قال: السلام عليكم ورحمة الله. قلنا: وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله؟ قال أنا زريب بن برثملى وصى العبد الصالح عيسى بن مريم أسكنني هذا الجبل، ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذ فاتني لقاء محمد صلى الله عليه وسلم فاقرأوا عنى عمر السلام وقولوا يا عمر سدد وقارب فقد دنا الامر، وأخبره بهذه الخصال التي أخبركم بها: يا عمر إذا ظهر من هذه الخصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وانتسبوا في غير مناسبهم، وانتموا إلى غير مواليهم، ولم يرحم كبيرهم صغيرهم، ولم يوقر صغيرهم كبيرهم، وترك المعروف فلم يؤمر، وترك المنكر فلم ينه عنه، وتعلم عالمهم العلم لا يجلب به الدنانير والدراهم، وكان المطر قيظا والولد غيظا، وطولوا المنارات وفضضوا المصاحف وزخرفوا المساجد، وأظهروا الرشا وشيدوا البنا، واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واستخفوا بالدماء، وقطعت الأرحام، وبيع الحكم وأكل الربا وكان الغنى عزا، وخرج الرجل من بيته فقام إليه من هو خير منه فسلم عليه، وركب النساء السروج ثم غاب عنا قال: وكتب نضلة إلى سعد وكتب سعد إلى عمر فكتب عمر إلى سعد: لله أبوك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى بن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق قال: فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والأنصار حتى نزلوا ذلك الجبل أربعين يوما ينادى بالأذان في كل وقت صلاة فلا جواب ".
أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا أبو طالب العشاري قال أنبأنا أبو الحسين بن أخي ميمي قال حدثنا الحسين بن صفوان قال حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي قال حدثني محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا محمد بن حبيب الرملي عن أبي لهيعة عن مالك