(وقعة الجمل) (1) قالوا: ولما قضى الزبير وطلحة وعائشة حجهم تآمروا في مقتل عثمان، فقال الزبير وطلحة لعائشة: (إن أطعتنا طلبنا بدم عثمان). قالت: (وممن تطلبون دمه؟)، قالا: (إنهم قوم معروفون، وإنهم بطانة علي ورؤساء أصحابه، فاخرجي معنا حتى نأتي البصرة فيمن تبعنا من أهل الحجاز، وإن أهل البصرة لو قد رأوك لكانوا جميعا يدا واحدة معك). فأجابتهم إلى الخروج، فسارت والناس حولها يمينا وشمالا.
ولما فصل علي من المدينة نحو الكوفة بلغه خبر الزبير وطلحة وعائشة، فقال لأصحابه: (إن هؤلاء القوم قد خرجوا يؤمون البصرة)، لما دبروه بينهم، فسيروا بنا على أثرهم، لعلنا نلحقهم قبل موافاتهم، فإنهم لو قد وافوها لمال معهم جميع أهلها)، قالوا: (سر بنا يا أمير المؤمنين). فسار حتى وافى ذا قار (2)، فأتاه الخبر بموافاة القوم البصرة، ومبايعة أهل البصرة لهم إلا بني سعد، فإنهم لم يدخلوا فيما دخل فيه الناس، وقالوا لأهل البصرة: (لا نكون معكم ولا عليكم)، وقعد عنهم أيضا كعب بن سور في أهل بيته، حتى أتته عائشة في منزله، فأجابها، وقال: (أكره ألا أجيب أمي)، وكان كعب على قضاء البصرة.
ولما انتهى الخبر إلى علي وجه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ليستنهض أهل الكوفة، ثم أردفه بابنه الحسن وبعمار بن ياسر، فساروا حتى دخلوا الكوفة، وأبو موسى يومئذ بالكوفة، وهو جالس في المسجد، والناس محتوشوه (3)